أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون، أن العقبات التى تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد تتزايد، معربا فى نفس الوقت عن تفاؤله بإمكانية إنجاز عملية التأليف الحكومي.
جاء ذلك فى تصريحات مقتضبة أدلى بها الرئيس اللبنانى للصحفيين عقب زيارته عصر اليوم للبطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى فى الصرح البطريركي، لتقديم التهنئة بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد (وفق التقويم الغربي).
وقال عون ردا على سؤال حول ما إذا كان تم حل كافة العُقد أمام تشكيل الحكومة: "لا.. العقد تتوالد. حين نقوم بحل عقدة فتخرج واحدة أخرى".
وحينما سُئل الرئيس اللبنانى عما إذا كان متفائلا بتشكيل الحكومة الجديدة فى غضون الأسبوع المقبل، اكتفى بالقول: "حينما يعود رئيس الوزراء المكلف (سعد الحريري) من خارج البلاد". وهى ذات الإجابة التى كررها ردا على سؤال آخر حول تقديره لموعد خروج لبنان من نفق العثرات والأزمات الذى يمر به.
ووصف الرئيس اللبنانى البطريرك المارونى بـ "المساعد الأول". وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كان يوافق على الخطوات التى يقوم بها البطريرك الراعى فى سبيل عملية تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، ومؤكدا أنه "متفائل دائما".
وأضاف: "نتمنى له – البطريرك المارونى - وللشعب اللبنانى الذى هو بطريركه، الخروج من النفق الأسود الذى يمر به لبنان. كما نتمنى أن يكون العيد فى العام المقبل أحسن وأفضل، بجهود المسئولين والشعب اللبنانى أيضا، لأنه ليس هناك من مسئولين إذا لم يكن هناك من شعب، فالسلطة الأساسية هى بيد الشعب اللبناني".
ويشهد لبنان فراغا حكوميا منذ قرابة 8 أشهر وذلك فى أعقاب استقالة حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء فى 10 أغسطس الماضى على وقع تداعيات الانفجار المدمر الذى وقع فى ميناء بيروت البحري.
وكلفت الأغلبية النيابية داخل البرلمان اللبنانى فى 22 أكتوبر الماضى زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى بترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، والذى قدم بدوره إلى الرئيس ميشال عون فى 9 ديسمبر الماضى تشكيلة حكومية مصغرة من 18 وزيرا، مؤكدا أنهم جميعا من الاختصاصيين (الخبراء) غير الحزبيين، وتخلو من "الثُلث الوزارى المعطل" باعتبار أن هذا الأمر هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد وانتشالها من الأزمات التى تعصف بها، وبما يجعل المجتمعين العربى والدولى يعاودان الانفتاح على لبنان ومساعدته.
ولم تنجح – حتى الآن - الوساطات والمساعى الرامية إلى إنجاز عملية التأليف الحكومى فى ظل غياب التوافق ووجود حالة من الخلاف المستحكم بين الرئيس اللبنانى ميشال عون ومن خلفه التيار الوطنى الحر برئاسة النائب جبران باسيل من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى من جهة أخرى، على شكل ونوعية وحجم الحكومة.