اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، أنه لا يوجد أي مبرر أساسي لعدم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل واقع الأزمات الراهنة التي يشهدها لبنان، داعيا جميع الأطراف السياسية إلى وقف تقاذف المسئوليات باعتبار أنه لن يُشكل حكومة بل يزيد من حدة المشاكل.
وقال بطريرك الموارنة في تصريح له عقب لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون إن الحكومة هي العمود الفقري للدولة، ولا يجوز غيابها في هذه الأيام الصعبة، حيث أكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح فقيرا.
وأضاف: "حيث يوجد فقر، يوجد إرهاب، وعندما تزيد حدة الفقر، تفتح المجالات أمام الناس إلى الانخراط في الإرهاب والعمل مع الإرهابيين، والفقر يؤدي إلى السرقة والقتل، ومن المعروف أن الفقر هو المدخل لكل الإرهاب وجميع المشاكل في الدولة".
وتابع: "بحثت مع الرئيس عون في الموضوع الأساسي وهو ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة وتذليل الصعاب التي تقف أمام عملية التأليف، فالبلد ينهار يوما بعد يوم، والحكومة هي العمود الفقري للبلد، وعندما يتداعى العمود الفقري في الجسد تنهار جميع أعضائه".
وأوضح أنه لا يقوم بوساطة بين الجهات المعنية بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، وإنما يتحدث انطلاقا من وجوب إنهاء الفراغ الحكومي وضرورة إيجاد حلول للأزمة الحكومية.
واستنكر البطريرك الماروني تحول لبنان إلى معبر لتهريب المخدرات إلى دول الخليج والمملكة العربية السعودية على نحو حدا بالأخيرة إلى إغلاق باب استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية.
وتابع: "نحن نعلم أن 80% من المنتجات الزراعية اللبنانية تصدر إلى الخليج، ونحن لا يمكننا تحمل الخسارة، فأجهزة الدولة مسئولة، أين الأجهزة الرقابية؟ .. لا يمكن أن يتحول لبنان إلى مركز للتهريب وتبقى حدوده الشرقية والشمالية مفتوحة دخولا وخروجا .. ليس هذا هو الوجه الحضاري للبنان، كما أن الزراعة تمثل أحد العناصر الأساسية في الاقتصاد اللبناني".