أكد البطريرك المارونى الكاردينال بشاره الراعى أهمية الإسراع فى تشكيل الحكومة الجديدة لمنع سقوط لبنان وانهياره جراء الأزمات والضائقة الاقتصادية والمعيشية، مشيرا إلى ضرورة استعادة القرار الحر للدولة، لأنه لا يُمكن أن يكون لبنان سيدا ومستقلا من جهة، ومرتبطا بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية.
وناشد بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - الشعب اللبنانى الحفاظ على كيان الدولة، كما طالب السياسيين المعنيين أن يتحلوا بالفروسية والشرف والضمير وأن يصغوا إلى أنين المواطنين، ليشكلوا حكومة قادرة تضم النخب الوطنية الواعدة.
وقال: "إننا إذ نُلح على موضوعة تشكيل الحكومة، فلأننا نخشي أن يُهمل ويُنسى في مجاهل لعبة السلطة داخليا وفي صراع المحاور إقليميا.. هناك من يعمد إلى دفع لبنان نحو مزيد من الانهيار لغاية مشبوهة".
وجدد البطريرك الماروني دعوته لإعلان حياد لبنان عن الصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية من الأمم المتحدة، حتى يكون مصير لبنان مستقلا عن التسويات الجارية في الشرق الأوسط.
وأضاف: "نحن اللبنانيون مسئولون عن تقرير مصيرنا الحر والسيادي بعيدا عن تأثير أي مساومة أو تسوية من هنا أو هناك.. دورنا أن نواصل النضال من أجل استعادة القرار الحر والسيادة والاستقلال وسلامة كل الأراضي اللبنانية".
وتابع قائلا: "نحن نؤيد تحسين العلاقات بين دول المنطقة على أسس الاعتراف المتبادل بسيادة كل دولة وبحدودها الشرعية، والكف عن الحنين إلى السيطرة والتوسع، ونتمنى أن تنعكس أجواء التقارب المستجد على الوضع اللبناني فيخف التشنج بين القوى السياسية، وتنسحب من الصراعات والمحاور بما يسمح للبنان أن يستعيد حياده واستقلاله واستقراره.. ونطالب هذه الدول أن تنظر إلى القضية اللبنانية كقضية قائمة بذاتها لا كملف ملحق بملفات المنطقة".