نظم الاتحاد العمالي العام في لبنان وقفة احتجاجية حاشدة بمشاركة واسعة من النقابات المهنية والهيئات العمالية والوظيفية، احتجاجا على التدهور الكبير الذي تشهده البلاد في الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، وحالة عدم الاستقرار السياسي الناجمة عن الفراغ الحكومي المستمر منذ أكثر من 9 أشهر وعدم القدرة على تشكيل الحكومة الجديدة حتى الآن.
وقال رئيس الاتحاد العمالي العام بشاره الأسمر في كلمة استهل بها الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت أمام المقر الرئيسي للاتحاد - إن لبنان يشهد عملية "تدمير ممنهجة" لمؤسسات الدولة، وأن هذا الأمر يجب أن يتوقف فورا عبر تشكيل الحكومة الجديدة وإلا ستتعرض البلاد لانهيار شامل.
وشدد على أن تشكيل الحكومة الجديدة يمثل الخطوة الأولى على طريق معالجة الأزمات، باعتبار أن تأليف الحكومة وإنهاء الفراغ يرسي الحد الأدنى من الاستقرار السياسي الذي يمهد لبداية استقرار اقتصادي وعودة التواصل بين لبنان والمجتمعين العربي والدولي والمؤسسات الدولية المانحة.
وأضاف "لبنان في حاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم".. مشيرا إلى أن محاربة الفساد وإجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي والوزارات ومؤسسات الدولة واستعادة الأموال المهربة إلى الخارج وأموال المودعين في القطاع المصرفي اللبناني، جميعها يقتضي وجود حكومة تتمتع بالقدرة على الإنجاز.
وأوضح "كفى محاصصات واتهامات ورفع الدعم بصورة عشوائية من دون أي خطة بديلة وبطريقة مقنعة، كما يجري اليوم في المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية، المطلوب معالجة سريعة لكل شىء، فكل شىء ينهار، المطلوب الوقوف مع عمالنا في المصانع والمعامل والبنوك لدعمهم".
وأشار إلى أن الاتحاد العمالي العام والنقابات والاتحادات المهنية تطلق اليوم "صرخة تحذيرية".. لافتا إلى أنه كان من السهولة الشديدة تنظيم وقفات واعتصامات في الشوارع وقطع الطرق، غير أن جميع الأطراف المشاركة في الوقفة التحذيرية، ارتأت أن هذا الأسلوب يزيد من تدمير لبنان، ويحرم العمال من الحصول على قوتهم اليومي، وأنه ستكون هناك مبادرة لتشكيل جبهة نقابية موحدة تواكب التطورات الخطيرة التي تشهدها البلاد.