قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب إن اللبنانيين قادرون على تجاوز الخلافات وترسيخ التفاهم، وذلك على الرغم من واقع الحال الذي يشهده لبنان الآن، داعيا السياسيين اللبنانيين لوقف الخلافات وتشكيل حكومة على وجه السرعة ومواصلة الإصلاحات التي بدأتها حكومته التي تقدمت باستقالتها في أعقاب انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس الماضي.
يأتي ذلك في إشارة إلى تعثر تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري المكلف بتشكيلها منذ أكثر من 7 شهور، وذلك بسبب خلافات بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل من جهة، وسعد الحريري وفريقه السياسي تيار المستقبل من جهة أخرى.
وأضاف دياب - في كلمته بمؤتمر إطلاق تقرير "ملفّ مدينة بيروت 2021" الذي أعده برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بلبنان اليوم - أن الخلافات اللبنانية "غير عصية" على الحل، غير أنها يتم استغلالها لتحقيق أهداف سياسية – على حد تعبيره، مؤكدا أن الفترة التي أعقبت مظاهرات أكتوبر عام 2019 والتضامن الذي ظهر بعد انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس الماضي يظهران كيف أن الشعب اللبناني قادر على مواجهة الصعوبات الشديدة.
واستعرض حسان دياب في كلمته بالمؤتمر ما بذلته حكومته، مؤكدا أنها تشكلت من وزراء تكنوقراط في أعقاب انتفاضة أكتوبر 2019، وبدأت عملية الإصلاح على أساس خطة رئيسية للتعافي المالي والاقتصادي والاجتماعي والإصلاحات الهيكليّة، حتى جاء انفجار ميناء بيروت في 4 أغسطس الماضي ليشكل نقطة تحول في عمر الحكومة، حيث تقدم باستقالة حكومته لتشكيل حكومة تحظى بتأييد أوسع من القوى السياسية.
وأضاف أن الحكومة اليوم مهمّتها لم تقتصر على الأزمات غير المسبوقة والمتزامنة والمتعاقبة، بل تضمنت أيضًا إرثًا مثقلا بسوء الإدارة والمشاكل التي طال أمدها، قائلاً إن "الشفافيّة والمساءلة هما الطريق الثابت نحو تعافي لبنان".
جدير بالذكر أن مؤتمر إطلاق تقرير "ملفّ مدينة بيروت 2021" عقد اليوم من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بلبنان اليوم برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال وبحضور نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي، وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ميمونة محمد شريف.
ويتضمن الملف تقريرا مفصلًا عن مدينة بيروت في إطار الاستجابة للأزمة الحضرية وجهود التعافي، حيث يقوم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على الصعيدين العالمي والإقليمي بإعداد دراسات حول المناطق الحضرية متعددة القطاعات، وتُوفر بيانات وتحليلات قيّمة عن المدن والمناطق الحضرية بهدف إرشاد التخطيط والبرمجة - بما في ذلك خطط التعافي – وتوجيه التنسيق بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.