أكدت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زينة عكر، أن التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي تعصف بلبنان تهدد بخلق أرض خصبة للأفكار المتطرفة في أذهان السكان الذين يجري تهميشهم على نحو متزايد وهم يستضيفون لاجئين ونازحين.
جاء ذلك في كلمتها اليوم خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والذي تنظمه وتترأسه إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية المنعقد في العاصمة الإيطالية روما.
وأوضحت أن هذا الخطر يتفاقم جراء تصاعد حدة التوترات بين مجتمعات النازحين واللاجئين من ناحية، والمجتمعات المضيفة من ناحية أخرى، مؤكدًا أن لبنان يخوض اليوم أخطر معركة في تاريخه الحديث، مؤكدة أنها معركة ضد أزمة معقدة ومتفاقمة غير مسبوقة تؤثر على حياة الشعب اللبناني في المجالات كافة.
وأضافت الوزيرة أن اللبنانيين يستمدون قوتهم في هذه الأوقات الاستثنائية من الجيش اللبناني، مشيرة إلى إنتصاراته على الإرهاب، موضحة أنه منذ عام 2011، أُحيل 4119 متهمًا إلى القضاء بتهمة إرتكابهم جرائم إرهابيَّة في لبنان، مشيدة بالتعاون عالي المستوى بين أجهزة الاستخبارات اللبنانيَّة من جهة والتحالف الدولي ضد داعش من جهة أخرى في كشف الأنشطة الإرهابيّة وتتبُّع حركتها.
وقالت عكر أن لبنان نجح في تقليص وجود داعش في المنطقة، لكن تهديداته لا تزال قائمة، ولم تنته بعد، مشيرة إلى اكتشاف كميات كبيرة من الذخائر والمواد المتفجرة مؤخرا في بعض الأماكن السكنية العائدة للمتطرفين في لبنان.
وشددت على أهمية تعزيز دعم تحقيق الاستقرار في المجتمعات الأكثر تهميشًا، لمنع تجنيد أبنائها لدى الجماعات الإرهابيَّة، وعلى ضرورة ضمان تنمية المناطق المحرَّرة من هذه الجماعات بصورة مستدامة، ونحثّ أيضًا على تعزيز جهود المصالحة وإعادة الإدماج لتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حلّ سياسي في سوريا، وضمان عودة النازحين إلى بلادهم وفق معايير القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وشددت الوزيرة عكر أيضًا على أنه لا بد من مواصلة دعم الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب، خصوصًا في ظل هذه الأوضاع العصيبة.
ووجهت الشكر إلى الدول الصديقة والشقيقة على ما قدمته من دعم للجيش اللبناني في المؤتمر الدولي الذي إنعقد في 17 يونيو الجاري، وفي مؤتمر روما الذي أقيم في العام 2018 لدعم الجيش والقوى الأمنية.