قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق فى هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها فى قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلى تمادى فى انتهاج سياسة الاعتقال، وشكلت جزءا أساسيا من سياسته فى تعامله مع الفلسطينيين.
وقدر فروانة- فى بيان الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الـ49 لـ"النكسة"- عدد من تعرضوا من الفلسطينيين للاعتقال منذ يونيو عام 1967 حتى الآن بنحو 850 ألف مواطن فلسطينى، يشكلون أكثر من 20% من مجموع المواطنين الفلسطينيين القاطنين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن اتساع نطاق الاعتقالات دفع الاحتلال إلى افتتاح عشرات السجون والمعتقلات والأقسام الجديدة بمواصفات خاصة أكثر قمعية وأشد قسوة وحراسة كسجن بئر السبع الذى يعتبر السجن الأول الذى تم تشييده وبناؤه من قبل إسرائيل، وسجن نفحة الصحراوى وريمون وجلبوع وهداريم وجنيد ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو وغيرها.
وأوضح فروانة، وهو أسير محرر، أن حجم الاعتقالات وفظاعتها وتبعاتها جعلت من مفردات (الاعتقال والسجن والأسر) من أبجديات الحياة الفلسطينية، ودفع الذاكرة الفلسطينية لأن تفرد لها مساحات واسعة، خاصة وأن كل العائلات والأسر الفلسطينية ذاقت مرارة الاعتقال والسجن، ولم تعد هناك عائلة فلسطينية واحدة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة إلا وقـد ذاق أفرادها مرارة الاعتقال، وفى حالات كثيرة تعرضت العائلة بكامل أفرادها، ذكورا وإناثا، للاعتقال.
وأردف أن 207 من ألاسرى استشهدوا بعد الاعتقال منذ العام 1967، ومن بينهم 71 معتقلا استشهدوا نتيجة التعذيب، و55 معتقلا نتيجة الإهمال الطبى، و74 معتقلا نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة بعد الاعتقال، و7 أسرى استشهدوا نتيجة إطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس وهم داخل السجون، بالإضافة إلى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم بفترات وجيزة نتيجة أمراض ورثوها من السجون.
وقال فروانة أن الاحتلال الإسرائيلى لا يزال يعتقل فى سجونه ومعتقلاته نحو 7 آلاف أسير فلسطينى، موزعين على نحو 22 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، بينهم أكثر من 400 طفل، و70 أسيرة، أقدمهن الأسيرة لينا الجربونى المعتقلة منذ أبريل 2002، و750 معتقلا إداريا دون تهمة أو محاكمة، و6 نواب فى المجلس التشريعى الفلسطينى، بالإضافة إلى وزيرين سابقين، وما يزيد على ألف و600 أسير يعانون من أمراض مختلفة، و41 أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، أقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ يناير عام 1983.