قال العماد جوزاف عون القائد العام للجيش اللبناني إنه من غير المسموح تحت أي ظرف إغراق البلد في الفوضى وزعزعة أمنه واستقراره، داعيا العسكريين اللبنانيين إلى عدم السماح لأحد بأن يستغل تردي الوضع المعيشي للتشكيك بإيمانهم بوطنهم ومؤسستهم، مشددا على أن لبنان أمانة في أعناقهم.
جاء ذلك في رسالة وجهها قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون اليوم إلى العسكريين بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لعيد الجيش والتي توافق الأول من شهر أغسطس.
وأكد عون في رسالته أن العيد هذا العام يحل ولبنان يقف على عتبة الذكرى السنوية الأولى لانفجار ميناء بيروت البحري الذي أصاب قلب العاصمة وأودى بحياة 206 شهداء، بالتزامن مع أزمة اقتصادية ومالية هي الأقوى في تاريخ لبنان الحديث وسط استمرار تفشّي وباء كورونا.
وأضاف أنه رغم الأزمات المتلاحقة والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، تتجه الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التي تبقى محط آمال اللبنانيين بعدما أثبتت أنها المؤسسة الوطنية الجامعة التي حازت ثقة الشعب ودول العالم بفضل أداء العسكريين الذي أظهروه في جميع الظروف، والاحترافية في تأدية مهامهم على اختلافها وتشعباتها، ومواكبتهم السريعة لأي طارئ واعتمادهم أقصى معايير الشفافية في التعامل مع الملفات ذات الطابع الإنساني والأمني واستجابتهم الضرورية والملحّة التي تؤمن استمرار عدد من القطاعات الحيوية.
واستطرد عون في رسالته قائلا: "إن تحديات إضافية سوف تعترضنا، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ. لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم."
وأضاف أنه وسط هذه المهمات الاستثنائية، تبقى عيونهم ساهرة على الحدود لمواجهة خطر العدو الذي يهدد بضرب صيغة العيش المشترك، كذلك الإرهاب الذي يتحيّن الفرص لمحاولة الظهور مجدداً.
ودعا قائد الجيش اللبناني جميع العسكريين لأن يكونوا يقظين لمواجهة هذه التحديات التي تضاف إليها مكافحة المخدرات والتهريب والهجرة غير الشرعية.
وختم العماد جوزاف عون رسالته قائلا: "في هذه المناسبة، نستذكر الشهداء الأبرار ونقف إجلالاً أمام شهادتهم التي حمت لبنان وأهله. سيبقى الجيش صمام الأمان لوطننا، والعمود الفقري الذي يستند إليه كيان الدولة. سنبقى أوفياء لقسمنا مهما اشتدت الصعاب والمحن، وأثقلت التحديات أكتافنا. لا تأبهوا بالاتهامات ولا الإشاعات. اهتمامنا كان وسيبقى عسكريينا وعائلاتهم. أولويتنا كانت وستبقى حماية المؤسسة العسكرية وتحصينها."