فى أعقاب احتجاج عنيف من قبل المملكة العربية السعودية، رفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الاثنين التحالف الذى تقوده المملكة فى قتال المتمردين الحوثيين فى اليمن من قائمة القوات الحكومية التى ترتكب انتهاكات خطيرة ضد الأطفال العام الماضى، فى انتظار مراجعة مشتركة للوقائع والحالات الواردة فى التقرير.
وأصر عبد الله المعلمى، سفير السعودية لدى المنظمة الدولية، على أن "الحذف غير مشروط ولا رجعة فيه"، موضحا أن حكومة بلاده لا مشكلة لديها فى المراجعة وأنها واثقة من أن المراجعة سوف تخلص إلى أن التحالف "أدرج خطأ فى القائمة."
وفى وقت سابق، طلب المعلمى بتصحيح فورى قائلا أن إدراج المملكة العربية السعودية فى القائمة جاء بناء على معلومات "غير دقيقة وغير كاملة."
وكان التقرير السنوى للأمين العام حول الأطفال والنزاعات المسلحة الذى صدر الخميس قد ذكر أن الأمم المتحدة تحققت من ما مجموعه 1953 شابا وقاصرا قتلوا واصيبوا عام 2015- أى زيادة ستة أضعاف فى عدد الأطفال الضحايا فى اليمن مقارنة بعام 2014. وان نحو 60% من هؤلاء هم ضحايا قوات التحالف الذى تقوده العربية السعودية. وقالت الأمم المتحدة أيضا انها تحققت من أن 101 هجوما على المدارس والمستشفيات العام الماضى، أى ضعف العدد للعام 2014، منها 48% تنسب إلى قوات التحالف العربى.
وقال المعلمى أن أعداد الضحايا التى عزيت للتحالف "مبالغ فيها" قائلا أن عدد الإصابات أقل من ذلك بكثير.
وجاء فى بيان صدر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك فى وقت متأخر من ليلة امس الاثنين أن بان قبل عرض السعودية بمراجعة سعودية أممية مشتركة للقضايا والأعداد الواردة فى تقرير الأمين العام، ووجه الدعوة إلى التحالف بارسال فريق إلى نيويورك بأسرع وقت ممكن لإجراء نقاشات مفصلة قبل أن ينظر مجلس الأمن فى النتائج فى أغسطس آب المقبل.
وقال فيليب بولوبيون، نائب مدير برنامج المرافعة الدولية فى منظمة هيومن رايتس ووتش أن منظمته وآخرين وثقوا أيضا تأثير الضربات الجوية التى شنها التحالف على الأطفال والمدارس والمستشفيات.
واتهم مكتب الأمين العام فى الانخراط فى "تلاعب سياسى" وتشويه ارثه فى مجال حقوق الإنسان. وأضاف "بعد تقديمه تمريرة مماثلة لإسرائيل العام الماضى، فان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل إلى مستوى جديد من الاستسلام للضغوط الوقحة للمملكة العربية السعودية وحذف اسمها من قائمة العار التى نشرت للتو." وأضاف "ان أطفال اليمن يستحقون أكثر."