عادت قضية دعم المشتقات البترولية لتثير جدلا واسعا في لبنان، وذلك بالتزامن مع النقص الشديد في المحروقات وخصوصا المازوت، بالإضافة إلى عودة طوابير السيارات الممتدة لمئات الأمتار أمام محطات الوقود المحدودة التي فتحت أبوابها اليوم في العديد من المناطق حتى العاصمة بيروت.
وشهدت أغلب المناطق في لبنان نقصا حادا في مادة المازوت اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء سواء الخاصة أو التي يمتلكها أشخاص ويقومون بتوزيع الكهرباء بوصلات للمنازل بمقابل شهري، والتي يعتمد عليها المواطنون بشكل أساسي في تلبية احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية في ظل غياب الكهرباء الحكومية لمدة تتجاوز الـ 20 ساعة يوميا في أغلب المناطق وفي بعض المناطق لا تصل كهرباء الشبكة الحكومية إلا نادرا.
وبسبب النقص الحاد في المازوت وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة متصلة، خرج العشرات من المواطنين في مناطق متفرقة بلبنان في مظاهرات أمس احتجوا خلالها على انقطاع الكهرباء ونقص المازوت، وخصوصا في ساحة الجديدة والبلدة والأوزاعي وطريق المطار القديم بالعاصمة بيروت وكذلك في مناطق مختلفة من صيدا ومناطق أخرى بلبنان.
ووصلت أزمة نقص المازوت إلى ذروتها حيث بلغت المستشفيات التي أعلنت قبل يومين أنها مهددة بالإقفال وسط وضع وبائي ينذر بالخطورة في ظل تفشٍ من المستوى الرابع لفيروس كورونا المستجد، إلا أن المديرية العامة للنفط اللبنانية أعلنت أنها وزعت كميات من المازوت على المستشفيات دون ضمانة لاستمرارية توفير الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء اللازمة لكل أجهزة الرعاية الصحية.
وبعد أيام من استقرار توافر البنزين بنوعية في محطات الوقود وانخفاض معدلات الطوابير التي كانت تمتد لكيلومترات أمام المحطات، عاد الزحام مجددا اليوم والاصطفاف لمئات الأمتار وسط أنباء رددها عدد من وسائل الاعلام المحلية اللبنانية حول نية حكومية لرفع الدعم نهائيا عن المشتقات البترولية في اجتماعات حكومية بدء من اليوم الثلاثاء وهو أول يوم عمل بعد عطلة طويلة لنهاية الأسبوع بعد إضافة عيد رأس السنة الهجرية الذي وافق أمس.
وما أن انتشرت الأقاويل حول رفع الدعم حتى تهافت المواطنون على محطات الوقود ونشبت مشادات بسبب الزحام والسعي للحصول على الوقود حتى لو في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. وسرعان ما تطورت المشادات إلى اشتباكات استخدم في السلاح.
وأكد جورج البراكس عضو نقابة أصحاب المحطات أن الطوابير عادت إلى وتيرتها السابقة بسبب المعلومات المتضاربة عن رفع الدعم، نافيا هذه المعلومات التي شدد على أنه لا أساس لها من الصحة.
ويبلغ سعر صفيحة (الصفيحة تساوي 20 لترا) بنزين 95 أوكتان 75600 ليرة (ما يوازي 3.7 دولار تقريبا) وبنزين 98 أوكتان 77700 ليرة (ما يوازي 3.85 دولار تقريبا)، فيما اعتبرت وسائل اعلام لبنانية أن سعر الصفحية لن يقل عن 13 دولارا وهو ما تم نفيه حملة وتفصيلا.
وفي هذا الاطار، أكدت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زينة عكر أن ما نشر في أحد المواقع الإليكترونية الكبرى في لبنان حول اجتماع يعقد بينها وبين وزيرين وحاكم مصرف لبنان ويخصص لمسألة رفع الدعم عن البنزين والمازوت هو عار عن الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة.
وأهابت الوزيرة بوسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات والأخبار المغلوطة.