اخبار ايران
أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن إيران تحاول استقطاب حركة حماس إلى جانب حلفائها المركزيين فى المنطقة، كالنظام السورى وحزب الله اللبنانى، من أجل دعم مواقفها فى مواجهة السعودية.
وقالت المصادر الفلسطينية، التى لم يتم تسميتها، لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم السبت إن عدة لقاءات عقدت مع مسؤولين إيرانيين ومسؤولين فى حماس، فى الأسبوعين الأخيرين، فى محاولة للتوصل لتفاهمات تضمن من جهة إيران الحصول على موقف من حماس، ومن جهة حماس نفسها استئناف الدعم المادى للحركة بشكل ثابت ودائم.
وكشفت المصادر عن اجتماع عقد فى الرابع من الشهر الجارى بين وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف وممثل حماس فى طهران خالد القدومى للبحث فى علاقات الجانبين بعد تدهور علاقات إيران مع دول الجوار، والقطيعة التى أعلنت عنها السعودية والبحرين وغيرهما من الدول لإيران، وأضافت المصادر إن ظريف عرض على القدومى أن تقوم حماس بإعلان موقف سياسى رسمى ضد السعودية بعد إعلانها قطع كل العلاقات مع طهران، مقابل أن تقوم الأخيرة بتلبية مطالب حماس كافة، ومنها الدعم المالى الثابت والدائم.
وبحسب المصادر، فإن إيران غاضبة جدا من موقف الرئاسة الفلسطينية بإعلان الدعم للسعودية فى قراراتها الأخيرة، وأن ظريف أبلغ القدومى أن طهران على استعداد للاعتراف بحماس ممثلا شرعيا للشعب الفلسطينى بعيدا عن منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة فى رام الله، وجاء الاجتماع فى طهران بين لاريجانى والقدومى بعد اجتماع آخر بين على بركة ممثل حركة حماس فى لبنان، مع مسؤولين إيرانيين للغرض نفسه.
من جانبها، أكدت مصادر من داخل حماس لـلصحيفة عقد الاجتماعات، ولكنها قالت إن "الاجتماع لم يحتوِ على أى عرض بالاعتراف بحماس بديل المنظمة، وأن ما جرى كان اجتماعًا دوريًا يعقد كل فترة وأخرى لبحث العديد من القضايا"، مبينةً أن ظريف وجه عبر القدومى رسالة إلى رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل يشرح فيها ظروف العلاقة مع السعودية بعد التدهور الحاصل وما يجرى فى المنطقة وتأثيره على القضية الفلسطينية وضرورة اصطفاف الحركة، التى تؤثر فى المواقف الفلسطينية الداخلية إلى جانب إيران باعتبارها الدولة الوحيدة التى تقف فى وجه إسرائيل.
وأكدت مصادر حماس أن مشعل فى الآونة الأخيرة تلقى أكثر من دعوة رسمية لزيارة طهران آخرها كانت منذ أقل من ثلاثة أسابيع لحضور مؤتمر عقد فى إيران بحضور الرئيس الإيرانى حسن روحانى وشخصيات إيرانية وعربية وإسلامية موالية لها، إلا أن مشعل ومستشاريه فضلوا إرسال على بركة ممثلاً للحركة، لذى اجتمع بدوره على هامش المؤتمر بقيادات إيرانية كبيرة منها مسؤولون فى الحرس الثورى الإيراني.
يذكر أن السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عقب قيام محتجين إيرانيين باقتحام سفارة المملكة فى طهران وقنصليتها فى مدينة مشهد، إضرام النار فيهما عقب تنفيذ حكم الإعدام فى رجل الدين الشيعى نمر باقر النمر بعد ادانته باتهامات على صلة بالإرهاب .
وتضامنا مع السعودية، قطعت البحرين والسودان والصومال وجيبوتى العلاقات مع ايران واستدعت قطر سفيرها لدى الأخيرة كما خفضت الإمارات مستوى العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية.