أشاد ألكسندر شالينبرج وزير خارجية النمسا بتاريخ العراق العريق وبعلاقتها المتميزة مع دول الجوار ودورها المؤثر في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الثلاثاء مع فؤاد حسين وزير خارجية العراق الذي يزور فيينا حاليا.
وأوضح شالينبرج أن مباحثاته مع الوزير العراقي كان محورها الأزمة في أفغانستان بأبعادها المختلفة خاصة أنها أزمة إنسانية كبيرة وأيضا كارثة دولية فيما يخص الهجرة غير الشرعية التي صارت تقلق جميع دول العالم، مشيرا إلى أن النمسا قدمت 18 مليون يورو كمساعدات عاجلة لأفغانستان ودول الجوار لتجاوز الأزمة الراهنة.
وأشار الوزير إلى أن النمسا والمجتمع الدولي يرسلون رسالة واضحة إلى حركة طالبان بأن لا أحد يرغب في أن تكون أفغانستان مرة أخرى مركزا للإرهاب العالمي والتطرف وألا تعود محورا لنشاط تنظيمات مثل القاعدة وداعش، مشيرا إلى أن العراق عانت كثيرا من ويلات الإرهاب وجرائم تنظيم داعش.
وأضاف الوزير أن بلاده لا تمانع من وجود اتصالات مع حركة طالبان بشرط الالتزام بحماية حقوق الإنسان ووقف كل التجاوزات ضد المرأة والأقليات واحترام كافة الالتزامات والمعاهدات الدولية.
وأوضح الوزير أن النمسا سوف تظل تساند العراق في كل إجراءات ترسيخ الديمقراطية وإجراء الاستحقاقات الانتخابية موجها الشكر للحكومة العراقية لوقف رحلات الطيران بين بغداد وليتوانيا والتي يستغلها النظام الحاكم في بيلاروسيا في تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية العراقي إنه يثمن العلاقات الثنائية مع النمسا ويشكر دعوة الحكومة له للمشاركة في منتدى الباخ الدولي لافتا إلى أنه يستغل هذه المناسبة في دعوة حكومة النمسا إلى إعادة فتح سفارتها في بغداد.
وأوضح الوزير أن العلاقات النمساوية العراقية مهمة للغاية لكلا البلدين، مشيرا إلى دعوته للشركات النمساوية للمساهمة في إعادة إعمار العراق وتعزيز الاقتصاد ومشروعات البنية التحتية بشكل خاص.
وأضاف الوزير أن العراق يحتاج إلى خبرة النمسا المعرفية والتصنيعية للمساهمة في دعم التنمية في البلاد، مشيرا إلى الاتفاق على إعادة عقد اللجنة الوزارية بين البلدين والتي توقفت أعمالها منذ عام 2017 متمنيا عقد اللجنة في بغداد قبل نهاية العام الجاري.
وأوضح أن المناقشات مع الوزير النمساوي كانت مثمرة وتطرقت الى ملفات هامة في المنطقة خاصة أوضاع اللاجئين والهجرة والعلاقات مع دول الجوار، مشيرا إلى أنه وجه الدعوة لنظيره النمساوي لزيارة بغداد في أقرب فرصة.
وشدد الوزير على أن التعامل مع الإرهاب ليس فقط على المستوى الأمني ولكنه يجب محاربة هذا الفكر والتصدي له بشكل حاسم على كل المستويات.