أشاد الممثل السامي للشئون الخارجية والسياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في مستهل لقائه أمس بطرابلس مع عضو المجلس الرئاسي الليبى موسى الكوني، بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها جولة "الكوني" لعدد من دول الجوار، وجدية البحث عن الحلول الناجعة للإشكاليات المختلفة المتعلقة بمراقبة الحدود والتصدي للهجرة غير الشرعية والإرهاب، مشددا على أن الاهتمام بالجنوب الليبي ومراقبة الحدود ودعم برامج معالجة الهجرة والجرائم العابرة للحدود تقف على رأس أولويات الاتحاد الاوربي، لما يمثله ذلك من خطوة استباقية لمعالجة هذه الاشكاليات قبل أن تتدفق نحو بلدان الشمال.
وقال "بوريل"، إن الاتحاد الأوربي من خلال البعثة السياسية ومن خلال البعثة المدنية لمراقبة الحدود يضع أمام السلطات الليبية كافة الإمكانيات لمعالجة هذه الأزمة وفق شراكة معنية مع دول الجوار.
وتطرق عضو المجلس الرئاسي الليبى موسى الكوني خلال اللقاء ، إلى إشكاليات المرتزقة والفصائل المسلحة وعملية إدماجهم في مجتمعاتهم بعد عودتهم، معتبرا أن المواجهة العسكرية لا تكون الحل الأمثل، وبالتالي فإن الشراكة المعنية مع الاتحاد الأوربي لبرامج الادماج والمصالحة تعد على درجة من الأهمية .
واستعرض "الكوني" نتائج جولته في دول الجوار التي ناقش خلالها إشكاليات الهجرة والجرائم العابرة للحدود والإرهاب والمرتزقة، وهي الأخطار التي تهدد أمن واستقرار ليبيا كما تهدد أمن واستقرار دول الجوار، معتبرا أن الحل الامثل لهذه الاشكاليات يجب أن يكون حلا إقليميا وبدعم أوروبي ودولي.
وأشار "الكوني" إلى ضرورة تفعيل الاتفاقية الرباعية مع دول الجوار لمواجهة مختلف التحديات، معتبرا أن إبرام اتفاقية ثنائية تذهب باتجاه إمكانية سرعة مواجهة التحديات الخاصة بكل منطقة برزت بشكلٍ ملح وفق خصوصية الاشكاليات المتعلقة بكل منطقة .
وأوضح الكوني، أن خروج المرتزقة السودانيين بذاته يحتاج لوقفة خاصة باعتبار أن بعض الفصائل التي وقعت اتفاقيات مع الحكومة الانتقالية صار بإمكانها العودة للسودان، بينما لازال الاشكال قائما مع بعض الفصائل التي يصعب عودتها للسودان دون نزع سلاحها والبحث عن آليات إدماجها، وهذا ينطبق على الفصائل المسلحة التشادية التي تتمركز في ليبيا، والتي يجب أن تتكاتف الجهات الدولية لإيجاد مخرج منصف لمختلف الأطراف من خلال مساعي المصالحة وتجنب ويلات المصادمات المسلحة التي لا تخلف غير الموت والدمار أينما حلت.
واستعرض "الكوني" خلال لقائه مع المسئول الأوروبي، مشاوراته في النيجر والتي تمثل حدودها نقطة العبور الأوسع للهجرة نحو ليبيا، معتبرا أن الحل يكمن في التنمية المكانية وانشاء مراكز لتدريب المهاجرين لإعداد اليد العاملة المؤهلة التي يمكن إدماجها بسهولة في سوق العمل في ليبيا أو في أوروبا.
وأكد ممثل الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد على أتم استعداد لمساندة ليبيا في مراقبة حدودها بتقديم الدعم اللوجستي الضروري وآليات المراقبة وتدريب حرس الحدود والجهات ذات العلاقة، معتبرا أن استقرار الجنوب وهو استقرار لليبيا والذي من شأنه أن يهيئ المناخ الضروري لإجراء الانتخابات في وقتها.
وجدد عضو المجلس الرئاسي الليبى "موسى الكونى" خلال اللقاء، التزام المجلس الرئاسي بموعد إجراء الانتخابات رغم تأخر إقرار القاعدة الدستورية، وإن الأمر قد يؤدي إلى إصدار مرسوم رئاسي بشأن آلية تنظيم الانتخابات، وإتاحة الفرصة للشعب الليبي لاختيار من يمثله ومن يقوده .