أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، عن القلق البالغ من تأثير الأزمة الحالية على صحة الشعب اللبناني، والمخاطر التى يواجهها بفقدان المكاسب الصحية التى حققها لبنان على مدى العقود الماضية.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى في ختام زيارته للعاصمة بيروت، حيث اطلع عن قرب على الوضع الصحى المتردى فى البلاد خاصة فى ظل الأزمات المتعددة التى يواجهها الشعب اللبناني.
وخلال المؤتمر، أكد الدكتور أدهانوم أنه ناقش مع المسؤولين المحليين والدوليين الذين التقاهم خلال الزيارة أفضل السبل التى يمكن من خلالها أن تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم للبنان، وأهمية وضع الصحة العامة فى قلب الحوار السياسى الوطنى والتنمية.
وأضاف أن لبنان يفقد مكانته كوجهة المنطقة الطبية الأساسية مشددا على أن البلاد تمر بأزمة معقدة غير مسبوقة، لها تداعيات خطيرة على النظام الصحى وعلى صحة السكان عموما.
وأوضح أن النظام الصحى فى لبنان يواجه تحديات أكبر من أى وقت مضى، مما يضر بتوفر الخدمات الصحية للسكان المعرضين أصلا للخطر، وذلك بسبب جائحة كورونا المستمرة، والتى تزامنت مع التداعيات الناجمة عن انفجار ميناء بيروت البحرى دمر جزءا كبيرا من العاصمة اللبنانية.
وأكد أدهانوم أن هناك تحديات عديدة ينبغى التغلب عليها، موجها الشكر للمجتمع الدولى على الدعم الهائل الذى قدمه للبنان فى الاستجابة لأزمة اللاجئين، وجائحة كوفيد-19، وانفجار بيروت، والأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة.
من جانبه، قال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن لبنان يفقد بسرعة وبشكل تدريجى مكانته طويلة الأمد كوجهة طبية رئيسية فى الإقليم إذ كان يوفر موارد الصحة البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا والتكنولوجيا والوصول فى الوقت المناسب إلى رعاية صحية جيدة.
وأضاف أن الأزمة الحالية لا تعرض صحة سكان لبنان للخطر فحسب، بل إنها تهدد أيضا الأمن الصحى الإقليمى والعالمي.
جدير بالذكر أن انفجار العام الماضى فى ميناء بيروت أدى إلى تدمير مستودع أدوية الكرنتينا بالكامل. وتمكنت منظمة الصحة العالمية إعادة تأهيل المستودع، وزيادة قدرته بمقدار خمسة أضعاف.