استعرض وزير البيئة بالنيابة التونسى، كمال الدوخ، إستراتيجية الدولة لتقليص انبعاثات الغازات وخفض مستوى كثافة الكربون إلى حدود 45% بحلول عام 2030 مقارنة بمستواها عام 2010، خاصة وذلك عبر الاعتماد على الطاقات المتجددة .
وقال الدوخ - في مؤتمر صحفي عقده اليوم /الخميس/، بمقر وزارة البيئة بالعاصمة تونس - إن هدفهم، طبقا لما نص عليه اتفاق باريس حول المناخ، هو تعزيز تنفيذ السياسة الوطنية للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة خاصة في مجال صناعة الأسمنت ومواد البناء والصناعات الكيمائية وصناعات التبريد والتي تمثل مجتمعة حوالي 90% من الانبعاثات الوطنية من الغازات الدفيئة الضارة.
وأشار إلى أن تونس ستطرح وثيقة المساهمات المحددة وطنيا بعد استشارة الهياكل العمومية والخاصة والخبراء وسيتم عرضها على الممولين الدوليين قبل عرضها في المؤتمر المناخي في لندن قريبا.
وأضاف أن الدولة تهدف أيضا للتوجه نحو نمط زراعي متناغم مع متطلبات حماية البيئة من خلال التوجه أكثر نحو الفلاحة البيولوجية والفلاحة الإيكولوجية والتصرف المستدام والمندمج في النفايات السائلة والصلبة من خلال تركيز مقومات الاقتصاد الدائري الذي يساهم في تثمين النفايات عبر إعادة تدويرها وصناعتها.
واعتبر الدوخ، تحقيق هذه الأهداف يتطلب وضع ملف الحد من تأثيرات المتغيرات المناخية ضمن مخططات التنمية بميزانية الدولة 2021 / 2025 و2025 / 2030.
يذكرأن، زادت المساحات المحترقة بالغابات التونسية، بنسبة 322 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2020، رغم انخفاض عدد الحرائق بنسبة 25 بالمائة، وفق إحصائيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة، حسبما أفادت إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية.
وكشف المرصد في نشرته لشهر سبتمبر 2021، عن تسجيل 274 حريقا منذ بداية السنة إلى غاية 20 أوت 2021 ، أتت على مساحة 9 آلاف و 158 هكتار من الغابات، مقابل 365 حريقا التهمت زهاء ألفين و169 هكتار خلال نفس الفترة من
سنة 2020.
وبين المرصد أن هذه المساحات المحترقة تضاف إلى زهاء 14 ألف و122 هكتارا من الغابات والأشجار التي احترقت في مناطق عسكرية مغلقة خلال القترة الممتدة من 20 يونيو 2021 إلى 2 يوليو 2021.
وتشكل المناطق المحترقة زهاء 23 ألف و280 هكتارا أي ما يمثل نحو 04ر2 بالمائة من إجمالي مساحة الغابات التونسية .
وأرجع المعهد هذه الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة، وهي ظاهرة تزداد تواترا مع تغير المناخ وتعد المناطق الأكثر تضررا من حرائق الغابات في تونس بشكل رئيسي كل من ولايتي القصرين بنحو 13 ألف و 264 هكتار وجندوبة بنحو 3 ألاف و 363 هكتار.
وسجلت ولايات الكاف وزغوان وسيدي بوزيد نشوب حرائق وقد تجاوزت النيران 1 بالمائة من المساحات الإجمالية للغابات بهذه الولايات وتعد شجرة الصنوبر من بين أهم مكونات الغطاء النباتي التي تعرضت للاحتراق إلى جانب شجرتي البلوط الاوكالبتوس .
وأوصى المرصد في هذا الإطار، بالتصرف الجيد في الغابات للحد من انتشار النيران وكذلك بوضع خطة تدخل على مستوى كل منطقة محترقة تراعي الأصناف الحيوانية والنباتية وقدرتها على إعادة التشكل إلى جانب رصد مخاطر التصحر والطمي على مستوى السدود وحاجيات السكان المحليين من الأعلاف.