طلب رئيس الجمهورية قيس سعيد ظهر اليوم الأربعاء 14 أكتوبر 2021 من وزيرة العدل ليلى جفال فتح تحقيق قضائي في ما أتاه الرئيس السابق منصف المرزوقى وذلك بناء على الفصل 23 من مجلة الإجراءات الجزائية، قائلا إنه لا مجال للتآمر على أمن الدولة الداخلى أو الخارجي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء التونسية.
وتابع قائلا 'تونس دولة حرة مستقلة ولا مجال للتدخل في شؤونها..نعرف جميعا إمكانياتنا وحجمنا ولكن لا نقبل ولن نقبل أبدا بأن توضع سيادتنا على طاولة أي مفاوضات أجنبية..القضية هي قضية الشعب التونسي وليست قضية دولية حتى يتدخل فيها آخرون.. السيادة للشعب وحده وتونس دولة حرة مستقلة ومن يتآمر عليها في الخارج يجب أن توجه إليه تهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي..'
شدد قيس سعيّد، لدى إشرافه اليوم الخميس بقصر قرطاج، فى أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة الجديدة، على أن تونس دولة حرة مستقلة لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، وترفض أن توضع سيادتها على طاولة أية مفاوضات، مذكرا بأن كرامة الشعب التونسي صاحب السيادة فوق كل اعتبار.
ودعا سعيّد، في هذا السياق، إلى فتح تحقيق ضدّ كل محاولات التآمر على الأمن الداخلي والخارجي لتونس، وسحب الامتيازات لكل من يستجدي الخارج لضرب مصالحها، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
كما حث أعضاء الحكومة الجديدة على بذل كل الجهود لرفع التحديات الماثلة، ووضع حدّ لجميع التجاوزات، تلبية لإرادة الشعب التونسي وخدمة لمصالحه، مؤكدا على استمرارية عمل مؤسسات الدولة بصفة طبيعية.
وجدّد تأكيد حرصه على قيم الديمقراطية والحرية، وتمكين الشعب من التعبير الحرّ عن إرادته وبناء تاريخ جديد لتونس يقوم على الديمقراطية الحقيقية، مشيرا إلى أنه سيقع تنظيم حوار في القريب العاجل ليس كسابقيه من الحوارات.
وتداول مجلس الوزراء، إثر ذلك في مشروع مرسوم يتعلّق بقانون المالية التعديلي لسنة 2021، ومشروع مرسوم يتعلق بجواز التلقيح الخاص بفيروس كوفيد-19، ومشروع أمر رئاسي يتعلق بإتمام الأمر الحكومي عدد 418 المؤرخ في 8 جوان 2021 المتعلق بضبط شروط إصدار وتسديد القرض الرقاعي الوطني لسنة 2021.
كما استمع مجلس الوزراء إلى بيانات حول الوضع الصحي العام، ووضعية التزويد والأسعار والاستعدادات للموسم الفلاحي، حيث أسدى رئيس الدولة في هذا الإطار، تعليماته بملاحقة المحتكرين، داعيا وزيرة التجارة وتنمية الصادرات الى تسعير عدد من المواد وفق ما يسمح بذلك القانون.
يذكر أنرئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقيقال في حوار مع 'قناة فرانس 24' إنه يفتخر بسعيه لدى المسؤولين الفرنسيين لإفشال عقد قمة الفرنكوفونية في تونس باعتبار أن تنظيمها في بلد يشهد ما سماه ''انقلابا'' هو تأييد للدكتاتورية والاستبداد وفق تعبيره.
وأضاف أنّه يفتخر بما قام به لكنه لم يدعو إلى التدخل في الشأن الداخلي لتونس، حسب تعبيره.
وسادت حالة من الغضب الشديد داخل الشارع التونسي، بعد تصريحات منصف المرزوقي، أحد المقربين من حركة النهضة الإخوانية في تونس، المحرضة ضد شعبه وسلطة بلاده واستقواءه بالخارج، الأمر الذى اعتبره البعض أنه محاولة للتدخل الأجنبي واستقواء بالخارج ضد التونسيين.
وكشف تقرير لمؤسسة ماعت، أنه في الوقت الذى تعمل فيه تونس على إعادة بناء المؤسسات، وتشكيل الحكومة الجديدة، يقوم منصف المرزوقي بالتحريض الخارجي من فرنسا، ضد مؤسسات بلاده وشعبه، وهو ما اعتبره التقرير أن ما ذكره المرزوقي كلام خطير وتحريض ضد بلاده، وهى محاولة إخوانية جديدة لإفشال القمة 50 لمنظمة الفرانكوفونية المقرر تنظيمها بتونس الشهر القادم.