عبر البطريرك الماروني بلبنان بشاره بطرس الراعي، عن أسفه لتباطؤ بعض المسئولين السياسيين في معالجة الأزمة الحادة مع دول الخليج، معتبرا أن استنزاف الوقت في التعامل مع هذا الوضع يدخل الشعب اللبناني في أزمة استنزاف اقتصادية ومعيشية تصعب الحل، مما يضر بمصالح مئات الآلاف من اللبنانيين ومصالح التجار والصناعيين والمزارعين وقطاعات لبنانية أخرى.
وشدد الراعي - في عظته الأسبوعية اليوم - على أن حل هذه الأزمة بشجاعة وطنية، لا يمس كرامة لبنان، موضحا أن الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة، وبطيب العلاقات مع كل الدول وبخاصة مع دول الخليج الشقيقة، ذلك أن دورها تجاه لبنان كان إيجابيا وموحدا وسلميا، لا سلبيا.
وقال إن كل ما يجري اليوم بالبلاد يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي والديمقراطي، متسائلا عن أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد.
وأضاف أنه لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطل عمل الحكومة، ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني – على حد وصفه.
وأشار إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تريد الخروج من أجواء الحرب والفتنة والصراع، والدخول في عالم السلام الشامل والدائم والتلاقي الحضاري، معتبرا أن الحياد في الصراعات الخارجية هو الحل الوحيد لإنقاذ لبنان، ومشددا على أن إنقاذ الشراكة الوطنية بات متعذرا من دون الحياد.