قال مدير إدارة البيئة والسكان والموارد المائية بجامعة الدول العربية، وزير مفوض جمال جاب الله، إن اللجنة الاستشارية العلمية الفنية للمياه، والتي عقدت على مدار الثلاثة أيام الماضية، ناقشت حوالى 23 بندا، حيث خرجت بمشاريع قرارات، وذلك تمهيدا لعرضها على اجتماع المجلس الوزاري العربى للمياه والمقرر انعقاده يوم الخميس.
وأضاف لـ"انفراد"، أن من أهم البنود التي تم مناقشتها الخطة الاستراتيجية التنفيذية للأمن المائى العربى، لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة، كما تمت مناقشة تقارير حول جهود الدول العربية، وكذلك المنظمات العربية والإقليمية الشركاء لتنفيذ الخطة، والتقدم الذى تم إحرازه فيها، كما تناولت الاجتماعات إضافة تعديلات على الاستراتيجية العربية للأمن المائى العربى، فى ظل الحاجة إلى أساليب جديدة لمواجهة التحديات الناشئة، موضحا أنهم على وشك الانتهاء من الاستراتيجية حيث من المتوقع اعتمادها خلال اجتماع قريب للمجلس الوزاري العربى للمياه، وكذلك المشاركة العربية في المنتدى العالمى للمياه المقرر انعقاده في العاصمة السنغالية داكار.
وأشار إلى أن المنطقة العربية معروفة بـ"شح" المياه، خلافا للتحديات الكبيرة التي تواجهها، منها التغير المناخى، والزيادة الكبيرة في عدد السكان ودورات الجفاف الممتدة، وبالتالي لابد من مقاربات جديدة لهذه القضية، والتي باتت تحظى بأولوية في الدول العربية، لارتباطها بجميع مناحى الحياة، وهو الأمر الذى يترجمه حجم الاستثمارات الضخمة في مجال البنى التحتية خلال السنوات الأخيرة.
واستطرد مدير إدارة الموارد المائية بالجامعة العربية أن إنشاء محطات التحلية أصبحت ضرورة ملحة في الوطن العربى، ولكن تبقى الإشكالية هي كيفية تقليل تكلفتها، وهو ما يتم العمل عليه من خلال مراكز البحث العلمى، حيث تم إنشاء العديد من محطات التحلية، كما أنه ستشهد المنطقة، وربما بدأت في الفعل، توسعا في استخدام المياه المعالجة.
وأضاف أن عددا من الدول العربية بدأت الاهتمام بقضية "حصاد المياه"، من خلال بناء السدود، واستغلال مياه الفيضانات، وهو ما يعكس العمل على استخدام أدوات غير تقليدية من شأنها توفير المياه.
ودعا جاب الله وسائل الإعلام والمنظومات التربوية والمجتمع المدنى للقيام بدورها من أجل زيادة التوعية بأهمية المياه وتوفيرها، عبر ترسيخ ثقافة جديدة تهدف إلى الحفاظ على المياه، بحيث يدرك مواطنو الدول العربية أن زمن المياه السهلة ولى إلى الأبد.
وعن الزراعة، قال المسؤول العربى، أن هناك مقاربات فيما يتعلق بوسائل الرى، حيث يبقى الهدف الوصول إلى جودة عالية من المحاصيل، ولكن باستخدام كمية قليلة من المياه، وهو ما يتطلب وضع برامج لتوعية الفلاح ودعمه حتى يمكنه أن يتعاطى مع النهج الجديد.
أما عن دول الصراع، يقول جاب الله إن المسؤولية باتت جماعية، مؤكدا أن الخطوة الأولى لابد أن تأتى من تلك الدول عبر الحوار، بينما يبقى هناك دور للمجتمع الدولى لدعم الوصول إلى حلول، بينما تبقى الخطوة الثانية من قبل المؤسسات الإقليمية والدولية وهيئات التمويل للعمل على إعادة الإعمار.
وأضاف أنه بالنسبة لدول الأنهار المتشاطئة مع دول أخرى فهناك حاجة ملحة للتفاوض من أجل الوصول إلى تقاسم عادل ومنصف للحفاظ على حقوق جميع الدول، بالتالى الوصول إلى تفاهمات وتوافق، معتبرا أن الجامعة العربية تقوم بدور فيما يتعلق ببناء القدرات التفاوضية للمفاوض العربى، حتى يمكنه القيام بدوره بمهارة، كما أنه في حالة دعوتها للقيام بدور الوسيط، فهى لن تتأخر عن هذا الأمر.