أدى الأكراد السوريون في مدينة القامشلي، في شمال شرق البلاد، الجمعة، طقوسا قديمة طلبا لهطول الأمطار اكتسبت أهمية متجددة فيما يعانون انخفاضا قياسيا في معدل المتساقطات.
وتقام طقوس "عروسة المطر" التي مارسها المجتمع الكردي في المنطقة لقرون، تقليديا خلال فصل الشتاء لدرء الجفاف.
وتستعرض دمية مصنوعة من الخشب والنسيج الملون في الشارع وترشّ بالمياه فيما يتلو الناس صلاة خاصة.
وبعدما تلاشت إلى حد كبير في العقود الأخيرة، عاودت هذه العادة الظهور فيما يواجه السكان المتضررون بالجفاف في شمال شرق سوريا، كارثة مناخية متزايدة تهدد محاصيلهم وسبل عيشهم.
وقال فرحان أحمد (54 عاما) وهو أب لخمسة أولاد وفتاة من قرية حلوة ومقيم في القامشلي حيث يملك أرضا زراعية "هذه الطقوس تركناها منذ زمن طويل واستعدناها قبل سنتين.. أتذكر عندما كنت في السابعة كنا نمارسها من أجل أن تهطل الأمطار. في ذلك الوقت، كان قحط وجفاف... والآن يتكرر الوضع. سكان المنطقة عادوا إلى هذه الطقوس بسبب الجفاف الشديد والقحط الذي تتعرض له المنطقة".
في مدينة القامشلي، حملت مجموعة من الأطفال الدمية في الشوارع فيما كان الجيران يجلبون أكواب المياه من أجل الطقوس. وجلس رجل مسن أمام نافذة مبنى خال وتلا صلاة مطر.
وروى حجي سليمان (71 عاما) "عندما كنا صغارا، كنا نصنع العروس مثلهم ونبدأ الدعاء وبعدها كنا نأكل". وأضاف "إن (الأمر) صعب جدا... ها قد دخلنا منتصف الشتاء ولم تهطل الأمطار بعد".
أما نجاح (43 عاما) فقالت "البارحة اتفقنا نحن الجيران كي نعد الغداء كي يرحمنا رب العالمين لأن الأمة تحتاج للمطر وكذلك الحيوانات. نتضرع من أجل رحمة الله ونأمل من رب العالمين أن تهطل الأمطار والرحمة". وتابعت "أغلب الناس فقراء، بعضهم لم تدخل اللحمة الى بيوتهم منذ خمسة أشهر... يارب ارحمنا من أجل هؤلاء الفقراء".