حثت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، بشدة المؤسسات الليبية ذات الصلة وجميع الجهات السياسية الفاعلة على التركيز على العملية الانتخابية وعلى تهيئة الظروف السياسية والأمنية لضمان إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة وسلمية وذات مصداقية، تحظى نتيجتها بقبول جميع الأطراف، مشددة على أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال استخدام التحديات الحالية في العملية الانتخابية لتقويض الاستقرار والتقدم الذي جرى إحرازه في ليبيا خلال الأشهر الخمسة عشرة الماضية.
وأشارت "وليامز" في بيان لها إلى مشاوراتها الواسعة في ليبيا واجتماعاتها مع ممثلي المؤسسات الوطنية والبلديات والجهات الفاعلة السياسية والأمنية والمجتمع المدني وزعماء القبائل، فضلًا عن المرشحين الانتخابيين، مؤكدة استعدادها للعمل مع المؤسسات الليبية المعنية ومجموعة واسعة من الأطراف المعنية لمواجهة التحديات التي تواجه العملية الانتخابية وذلك من خلال المساعي الحميدة وجهود الوساطة، داعية المؤسسات المعنية إلى احترام ودعم إرادة مليونين وثمانمائة ألف ليبي مسجلين للتصويت.
كما شددت المسؤولة الأممية على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الظروف المناسبة، على قدم المساواة بين جميع المرشحين لإنهاء الانتقال السياسي سلميًا ونقل السلطة إلى مؤسسات منتخبة ديمقراطيًا، وللمساهمة في حل الأزمة السياسية في ليبيا وتحقيق الاستقرار الدائم.
وقالت وليامز التي وصلت إلى ليبيا يوم 12 ديسمبر إنها جاءت "بناءً على طلب الأمين العام" للأمم المتحدة، لقيادة مساعي الأمم المتحدة الحميدة وجهود الوساطة وإشراك الأطراف المعنية من الليبيين والدوليين لمتابعة تنفيذ مسارات الحوار الليبي الثلاثة - السياسية والأمنية والاقتصادية - ودعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
وأعربت وليامز عن سرورها بشكل خاص أن تشهد تحولًا من خطاب الصراع إلى خطاب الحوار السلمي، مشيرة إلى أنه "حتى أولئك الذين حملوا السلاح ضد بعضهم البعض في العام الماضي فقط استمروا في اللقاءات"، لافتة إلى إحراز تقدم ملموس منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 واعتماد خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي في نوفمبر 2020، واللذين يسرتهما الأمم المتحدة.
وأكدت وليامز أنها سمعت أيضًا مرارًا وتكرارًا الرغبة العارمة لليبيين في الذهاب إلى صناديق الاقتراع لتحديد مستقبلهم وإنهاء الفترة الانتقالية الطويلة من خلال إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة وذات مصداقية، وسمعت أيضًا عن آمالهم الحقيقية في أن تكون الانتخابات جزءًا من الحل وليست جزءًا من المشكلة في ليبيا، كما أشار الأمين العام أيضًا.
ولفتت وليامز إلى أن الأمم المتحدة أحيطت علما بتوصية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى مجلس النواب بشأن موعد الجولة الأولى المرتقبة للانتخابات الرئاسية التي اقترحت المفوضية تنظيمها يوم 24 يناير 2022 بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الصعوبات التي تواجه استكمال العملية الانتخابية، معلنة ترحيبها بالتزام المفوضية بالعملية الانتخابية الجارية ومواصلة مراجعة طلبات المرشحين للانتخابات البرلمانية.