حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الأطراف اليمنية فى مشاورات السلام على تجنب تأزيم الوضع والعمل بمسؤولية ومرونة من أجل الوصول إلى حل شامل ينهى النزاع.
ودعا بان كى مون - فى كلمة ألقاها خلال ترؤسه جلسة مع الأطراف اليمنية المشاركة فى مشاورات السلام المنعقدة فى الكويت اليوم الأحد - الأطراف اليمنية إلى التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لحل الأزمة اليمنية سريعا.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء الوضع فى اليمن، مطالبا الأطراف المعنية بالعمل بجدية مع مبعوثه الخاص من أجل التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية فى أقرب وقت ممكن، مشددا على ضرورة إقرار خريطة طريق للمبادئ وكذلك الالتزام بوقف الأعمال القتالية من أجل ترجمة التقدم المحرز حتى الآن على أرض الواقع.
وقال بان كى مون إن الوضع المقلق فى اليمن يؤكد أن الأطراف اليمنية المشاركة فى المشاورات تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، معربا عن ارتياحه لالتزام الوفدين بالمشاورات المستمرة خلال شهر رمضان الفضيل بهدف الوصول إلى حل سلمي، لافتا إلى أن موقف المجتمع الدولى إزاء النزاع فى اليمن "واضح" ويدعو إلى ضرورة وقف هذا النزاع والعودة إلى مسار الانتقال السياسى والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن الوضع السائد فى اليمن، حيث أشار إلى أن هناك نقصا حادا فى المواد الغذائية، فيما يواجه الاقتصاد وضعا خطرا.
وقال إنه على الرغم من اتفاق وقف الأعمال القتالية، فإن عدة انتهاكات تخللته، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتفاقم معاناة الشعب اليمنى ولاسيما الأطفال، مشيرا إلى أن "الوقت ليس فى جانب الشعب اليمني، كل يوم يمر والصراع ما زال قائما يزيد من معانتهم، وكلما طال أمد النزاع طال الوقت الذى يحتاجه اليمن للتعافي".
وأضاف بان كى مون: "لقد آتيت للتو من هافانا، حيت شهدت اتفاق حكومة كولومبيا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية (الفارك) لوضع سلاحهم جانبا وإفساح المجال للسلام"، موضحا أن الاتفاق أوقف نزاعا طويل الأمد أودى بحياة الآلاف من الأرواح بعد أن كان السلام حلما مستحيلا.
وتابع أن "الاتفاق الذى تم الأسبوع الماضى برهن على عزيمة أولئك الذين يعملون من أجل إنهاء النزاعات المسلحة فى شتى أنحاء العالم عبر البحث الصبور عن سبل التسوية وليس عبر تدمير الخصوم".
واستطرد الأمين العام للأمم المتحدة قائلا إن "اليمن بلد فى غاية الجمال ولديه موارد طبيعية كثيرة والشعب اليمنى لديه حضارة قديمة، ولهذا أحثكم على العمل الدؤوب من أجل إنهاء العنف ومعالجة مسببات النزاع والعمل معا من أجل بناء مستقبل أفضل لكل اليمنيين".
وأعرب بان كى مون عن تفاؤله بالإفراج عن السجناء والمعتقلين فى الآونة الأخيرة، مطالبا الأطراف اليمنية بالإفراج عن جميع السجناء بمن فيهم السجناء السياسيون والصحفيون وناشطو المجتمع المدنى وآخرون كبادرة لحسن النوايا وذلك قبل حلول عيد الفطر المبارك، مجددا فى ختام كلمته شكره لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على جهوده الحثيثة لدعم المشاورات وكرم الضيافة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل إلى الكويت مساء أمس السبت فى مستهل جولة إقليمية، حيث التقى اليوم الأحد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وبحث بان كى مون خلال اللقاءات آخر المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى تطورات مشاورات السلام اليمنية بشأن الحل السياسى للنزاع الدائر فى اليمن ومحاولة إنهاء الأزمة بالوسائل السلمية وصولا للحل التوافقى الذى يحقق الأمن والاستقرار لليمن.