لماذا يستهدف الإرهابيون لبنان؟.. تفجيرات القاع بداية لإشعال الفتنة الطائفية داخل المجتمع.. قتال حزب الله فى سوريا انعكس سلبا على الأوضاع بالبلاد

تتلاحق الأزمات يوما بعد الآخر فى لبنان مع استمرار الصراع القائم فى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الأوضاع فى سوريا والتى كان لها انعكاسات سلبية على لبنان، أدت لضغط اقتصادى كبير على الحكومة التى فتحت أبوابها لملايين اللاجئين السوريين، إضافة للأزمات السياسية فى البلاد بعد فشل البرلمان لأكثر من 25 جلسة فى انتخاب رئيس جديد للبلاد، وتحديات أمنية عبر استهداف الجماعات التكفيرية للبنان ردا على مشاركة حزب الله فى القتال إلى جانب نظام الأسد.

أما بلدة القاع التى وقعت بها التفجيرات الأخيرة فتقع فى السلسلة الشرقية للبنان وهى على تماس مع جرود عرسال التى دائما ما يحاول المسلحين فتح ثغرة تمكنهم من الوصول إلى المنطقة وهو ما دفع قوات النظام السورى بالاشتراك مع حزب الله فى السيطرة على المنطقة وتأمينها مع القوات اللبنانية، وذلك لمنع أى اختراق يمكن أن يحدث ويؤدى لاستهداف البلاد.

وفى أقل من 24 ساعة وقعت عدة تفجيرات انتحارية فى بلدة القاع ذات الأغلبية المسيحية والتى يتواجد بها عدد كبير من العائلات السنية، وهو ما أدى لسقوط عدد من الجرحى والقتلى، ويتواجد على أطرافها مخيمات عشوائية للاجئين السوريين، وقد شهدت المنطقة اختراقات أمنية لفترة طويلة ناتجة عن تسلل مقاتلين معارضين لنظام الأسد عبر الحدود من وإلى سوريا.

ومن الواضح أن التفجيرات التى تستهدف لبنان تهدف لضرب تماسك لبنان وإعادة النفخ فى ملف الطائفية بين اللبنانيين وذلك عبر استهداف المسيحيين ومحاولة الوقيعة بينهم وبين المسلمين "السنة"، وهو من شأنه أن يشعل الفتنة فى لبنان كالنار فى الهشيم، فالعمليات الإرهابية التى وقعت فى لبنان فى الآونة الأخيرة كشفت وجود أطراف ترغب فى إشعال الفتنة الطائفية فى لبنان بتشكيل تكتل مسيحى –شيعى ضد الفصيل السنى فى لبنان، وذلك باستهداف المتطرفين لأماكن العبادات وأبرزها كنائس بلبنان للبدء فى تحريك الملف الطائفى بالبلاد وذلك فى إطار الصراع القائم فى الإقليم.

ولعل أبرز الأسباب الرئيسية للأوضاع الحالية التى يعيشها لبنان من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية هو قتال تنظيم حزب الله إلى جانب قوات النظام السورى والحرس الثورى فى سوريا، وهو ما سيدفع بغالبية الفصائل العسكرية المعارضة للأسد لمحاولة استهداف واختراق لبنان بتنفيذ عمليات داخل البلاد ردا على تدخل حزب الله فى الشئون الداخلية لسوريا، ويعد الجيش اللبنانى أبرز الأعمدة الرئيسية فى البلاد والتى عانت من تهور عناصر حزب الله فى السنوات الأخيرة وهو ما أدى لوضع الجيش اللبنانى فى المواجهة مع المتطرفين.

ويحتاج الوضع فى لبنان لتدخل فورى عاجل من الدول الكبرى فى المنطقة وعلى رأسها مصر لمنع استهداف تماسك الدولة اللبنانية التى طالما سعت أطرافا بعينها لضرب استقرار لبنان لأهداف ومصالحة إقليمية، وقد يدفع التصعيد المتكرر من قبل الإرهابيين لزيادة الشحن الطائفى بين أبناء الوطن الواحد والذى من شأنه أن يشعل نار الفتنة الطائفية فى قلب لبنان الجريح الذى طالما عانى من الإرهاب.

وترتبط الأوضاع الجارية فى لبنان بالصراع الإقليمى فى المنطقة وتغليب حزب الله لمصالح طهران على حساب الدولة اللبنانية بمؤسساتها وأبنائها وطوائفها المتعددة، ومن المتوقع أن تتصاعد العمليات الإرهابية فى الفترة المقبلة وذلك مع احتدام حدة الصراع القائم فى مدينة حلب السورية حيث دفع حزب الله بجزء كبير من قواته لداخل المدينة للقضاء على الفصائل العسكرية المسلحة، وهو يمكن أن يدفع ببعض المسلحين لتنفيذ عمليات فى العمق اللبنانى للضغط على حزب الله بشكل أكبر لسحب قواته من حلب أو التحرك لإشعال الجبهة الداخلية اللبنانية ردا على تجاوزات الحزب الموالى لطهران.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;