أطلق مكتب الشؤون الإنسانية (الأوتشا) فى اليمن نداء إنساني بقيمة ما يقرب من 4.3 مليار دولار كخطة استجابة للتدهور المستمر في جميع أنحاء البلاد، حيث تلقي آثار الحرب بثقلها على كاهل السكان رغم الهدنة الحالية.
ووفق بيان المنظمة الأممية تستهدف الخطة 17.3 مليون من أصل 23.4 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية في جميع أنحاء اليمن الذي عانى سكانه، على مدى ما يزيد عن سبع سنوات، من خسارة لا يمكن تخيلها ومن ظروف حياتية صعبة بشكل يصعب تصديقه.
ومن جانبه قال ديفيد جريسلي، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن: "إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن حقيقة واقعة ينبغي أن نتصدى لها على وجه الاستعجال".
وأوضح قائلا إن "الأرقام هذا العام صادمة، فأكثر من 23 مليون شخص أو ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان اليمن يحتاجون الآن إلى المساعدة، وهذا يمثل زيادة بنحو ثلاثة ملايين شخص عن عام 2021. ويواجه ما يقرب من 13 مليون شخص بالفعل مستويات احتياجات حادة".
وقال البيان الصادر عن مكتب الأوتشا في اليمن إن تصاعد الصراع العام الماضي أدى إلى معاناة لا توصف وتعطيل أكثر للخدمات العامة، مما دفع الاحتياجات الإنسانية إلى مستوى أعلى.
واعتبر جريسلي الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة فرصة حيوية لوكالات الإغاثة لتوسيع نطاق المساعدة المنقذة للحياة، وقال إنها "لحظة أمل لليمن".
وأوضح أنها ستساعد في الوصول السريع إلى المزيد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق التي كان الوصول إليها محدودا بسبب النزاع المسلح وانعدام الأمن.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إن هناك ما يقدر بنحو 161 ألف شخص يواجهون "أشد أنواع الجوع تطرفا". وأنه "لا يزال الأطفال يعانون بشكل مروع"، حيث يعاني 2.2 مليون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من نصف مليون طفل في مستويات حرجة، تستمر محدودية الوصول إلى الخدمات الحيوية في مفاقمة أوضاع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والأطفال.
فيما فرّ أكثر من 4.3 مليون شخص من منازلهم منذ اندلاع الحرب الحالية في عام 2015، مما يجعلها رابع أكبر أزمة نزوح داخلي على وجه الأرض.