رصد راديو روزنة السوري أثر الحرب في سوريا على الأراضى الزراعية السورية خلال العقد الماضي، ونقل عن مزارعين محليين سوريين قصصاً كثيرة عن أراضيهم والخسائر اليومية التي يكبدونها منذ بداية الحرب عام 2011.
وركز راديو روزنة في التحقيق المنشور على موقعها الإلكتروني على أربعة مواقع تأثرت بالعمليات العسكرية، إما لأنها استُهدفت مباشرة بالأسلحة، أو لأنها تحولت إلى مقارّ للتدريب العسكري أو لأنها احترقت بسبب القصف والاشتباكات العسكرية، مشيرا إلى أنه خلال الحرب التي دامت عشر سنوات في سوريا، استخدمت جميع الأطراف المتورطة في النزاع المسلح معدات عسكرية بمختلف أنواعها، الحديثة والقديمة، على الأرض وفي البحر وفي الجو، كما صودرت الأراضي بهدف فرض السيطرة العسكرية وقطعت أشجار كثيرة وألقيت الأسلحة التجريبية الفتاكة على مناطق مأهولة وزراعية.
ولفت التقرير إلى تأثر النظام الاجتماعي والاقتصادي بشكل واضح، وأجبرت ظروف الحياة القاسية الناس على زراعة أراضيهم المتضررة، برغم احتراقها أو تلوثها بالقنابل المتفجرة أو غير المنفجرة، كما اضطروا إلى جمع المياه ورعي الماشية وجمع الحطب من دون أي حماية.
وأكد التقرير أنه لا تخلو الحروب من معارك جانبية سرية، فإضافةً إلى أضرارها على البشر والاقتصادات والحياة، توجّه شرورها نحو البيئة بشكل خطير جداً، عبر تدمير المناظر الطبيعية في البلدان، من خلال اقتلاع الأشجار وتدمير أنظمة الري وتلويث التربة بالمعادن الثقيلة التي تبثها الأسلحة ومخلفاتها، وهي آثار قد تستمر لعقود، ملحقة ضرراً دائماً بالنظام البيئي والسكان.
والحقيقة أنه منذ سقوط الطائرات المسيرة في أكتوبر 2020 وحتى اليوم، ما زالت تربة هذه المنطقة سوداء وغير صالحة للزراعة، برغم محاولات المزارعين المتكررة لحراثة التربة.
في دراسة أجريت عام 2017، ذكرت "منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو) أن التكلفة الأولية لإعادة بناء قطاع الزراعة على مدى ثلاث سنوات قُدرت بمبلغ إجمالي قدره 10.7 مليار إلى 17.1 مليار دولار، اعتماداً على التغيرات في الصراع وآفاق الحل السلمي، بشكل جزئي أو كامل.