عقدت، اليوم الثلاثاء، أعمال الدورة 53 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، حيث أشرف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة على أعمال الدورة عن بعد، على أعمال الدورة عن بعد بعد أن تعذرت مشاركته حضوريا في تونس لإصابته بفيروس كوفيد 19.
وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أن السفير حسام زكي ترأس أعمال اللجنة نيابة عن الأمين العام، حيث ألقى كلمة باسمه أشاد فيها بالتقدم المحرز في موضوع التحول الرقمي، والذي تناولته اللجنة في الدورات الثلاث السابقة ونتج عنها تحقيق عدة انجازات مهمة في مجالات ترتبط بالتكنولوجيا الرقمية مثل إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، وإقامة المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وتشكيل فرق عمل مكلفة بموضوعات الذكاء الاصطناعي و الجامعة الذكية وصون الشبكات العربية ضد عمليات القرصنة الالكترونية.
وأضاف المصدر، بأن السفير حسام زكي تطرق إلى محور أعمال الدورة الحالية للملتقى وهو "تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية"، حيث زادت تلك الحرب من تدهور الأوضاع ونتج عنها أزمة غذاء عالمية بارتفاع أسعار الطاقة وما لذلك من تأثير مباشر على المنتجات الغذائية، وهو تطلب إعادة بعث النقاش العربي حول موضوع الأمن الغذائي العربي.
وقال السفير حسام زكي أن الفجوة الغذائية للعالم العربي والتي تتجاوز 100 مليون طن من السلع حاليا ستتفاقم، إن لم تتدخل الحكومات والمنظمات لحلها، خاصة وأن هناك العديد من العوامل المؤثرة منها الديموغرافية كتضاعف عدد سكان الوطن العربي، والعوامل المناخية كالجفاف وندرة المياه، وضعف الاستثمار العربي في المشاريع الزراعية.
وشهدت أعمال الدورة نقاشات مستفيضة حول موضوع الأمن الغذائي العربي، إذ تم عرض إحاطة مفصلة في هذا الشأن، تناولت الوضع الحالي للإنتاج الزراعي و معوقات تطويره، كما تم استعراض المجهودات و المبادرات السابقة التي طرحت في إطار التعاون العربي للتقليص من حجم الفجوة الغذائية.
وفي ذات السياق، أيضا طرحت العديد من الأفكار والاقتراحات التي عالجت موضوعات التمويل و رفع الاستثمار في القطاع الزراعي وتشكيل مخزون غذائي استراتيجي عربي، واستغلال الميزات و الثروات التي تتوفر عليها المنطقة العربية وغيرها من الأفكار.
ويتيح اجتماع لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المنعقد فرصة للنظر في توحيد جهود كل المنظمات العربية ورؤيتها للتعامل مع موضوع الأمن الغذائي العربي خاصة في ظل الأزمات الحالية والتي زادت من تفاقم الأوضاع عالميا و عربيا.
تجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن أعمال الدورة شهدت توقيع خمسة اتفاقات تعاون بين مؤسسات العمل العربي المشترك و جهات شريكة.