بدأت، صباح اليوم الأربعاء، جلسات المؤتمر العربي التاسع عشر لرؤساء أجهزة المرور المنعقد بحضور كلا من العميد مهندس محمد بن عوض الرواس رئيس المؤتمر، ورؤساء وأعضاء الوفود العربية.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي رحب بالحضور، وأعرب عن تقديره البالغ للرعاية الكريمة التي تحيط بها تونس المجلس وأمانته العامة، موجهًا لها كل الشكر والعرفان والتقدير.
ووجه كومان إلى وزراء الداخلية العرب كل التقدير والامتنان للدعم الكبير الذي يوفرونه لأمانتهم العامة، وللجهود المحمودة التي يبذلونها لتعزيز مسيرة التعاون الأمني العربي.
وقال كومان - في كلمته - : "تجتمعون اليوم حُضوريًا بَعد أن فرضت جائحة كورونا عقد مؤتمركم الماضي عن بُعد وحرمتنا من اللقاء بكم وجهًا لوجه، واسمحوا لي أن أجدد بهذه المناسبة الإعراب عن تقديرنا البالغ للدور البناء الذي قامت به أجهزتكم الموقرة في التصدي لهذه الجائحة وسهرها على تطبيق إجراءات الحجر الصحي مما كان له إسهام كبير في تقليص عدد الضحايا، مُكبرين كل الإكبار التضحيات العظام التي بذلها رجال ونساء المرور في سبيل أداء هذه الرسالة النبيلة وتحمُّل هذه الأمانة الجسيمة".
وأضاف أنه "تستأثر المستجدات في مجال السلامة المرورية بنصيب وافر من جدول أعمالكم اليوم من خلال بندين يُترجمان حرصكم على مواكبة المستجدات في مجال حوادث الطرق والحد منها ومن آثارها الكارثية".
وأشار إلى أن البند الأول يتعلق بالازدياد المطّرد لاستعمال الدراجات بدوافع عدّة منها الصحي المتعلق بالمحافظة على اللياقة البدنية وتجنب أمراض العصر ومنها البيئي المتعلق بالحد من انبعاث الغازات المتسببة في الانحباس الحراري وما ينتح عنه من تقلبات مناخية وخيمة علاوة على السعي إلى تجنب الاختناقات المرورية وتقليص كُلفة الطاقة.
وقال : "ونُشجع استعمال الدراجات خاصة الهوائية والكهربائية للدوافع المذكورة آنفا فإنه لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا تداعيات هذا الاستعمال على السلامة المرورية وما يقتضيه من اتخاذ إجراءات على أصعدة متعددة منها التوعية المرورية والتخطيط العمراني وتجهيز الطرقات إلى غير ذلك من التدابير التي تكفل الاستعمال الآمن للدراجات على الطرق".
وأضاف أن البند الثاني يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز السلامة المرورية، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في شتى جوانب الحياة البشرية ما فتئ يزداد ويتعزّز يوما بعد يوم. فقد بات يُعتمد عليه في مجالات الطب والزراعة والتعليم والنقل والعمران إلى غير ذلك من المجالات الحيوية، موضحًا أن هذا الاعتماد مُرشح كما هي سُنة الحياة إلى الازدياد بوتيرة متسارعة في السنوات القادمة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُسهم بصورة فعّالة في السلامة المرورية في مُستويات عدة منها على سبيل المثال تجهيز المركبات بالنظم الآلية التي تساعد على الحد من الحوادث مثل وسائل الاستشعار المتعددة وبرامج التحكم الآلي المختلفة.
وأوضح أنه إلى جانب هذين الموضوعين سيكُون هذا المؤتمر مناسبةً لتبادل المُمارسات الفضلى من خلال استعراض تجارب بعض الدول في مجال تنظيم حركة المرور والحد من حوادث الطرقات، بما يسمح للدول الأخرى بالاستفادة من هذه التجارب في تعاطيها مع معضلة حوادث المرور.
وقال إنه "في إطار تبادل الخبرات يندرج كذلك البند المتعلق باحتفالات الدول الأعضاء بأسبوع المرور العربي وما تنظمه من فعاليات بهذه المناسبة الهامة".