جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، تأكيد التزام بلاده بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية، بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه اي خلاف عربي وبسط سيادة الدولة على كامل أرضها، ومنع الإساءة إلى الدول العربية أو تهديد أمنها.
جاء ذلك خلال كلمة له اليوم في مأدبة عشاء أقامها بالسراي الكبير مقر الحكومة اللبنانية تكريما لوزراء الخارجية العرب الذين وصلوا إلى لبنان للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، غدًا السبت، ببيروت بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ودعا ميقاتي الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، مؤكدًا أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يأتي في مرحلة حافلة بالتحديات السياسية والدبلوماسية التي تمر بها الدول العربية والعالم ككل، كما تترافق مع ما وصفه بتفلت القوة ونشوء نزاعات اقليمية واستمرار أخرى، مما يلامس بحق انهيار النظام الدولي الذي نعرفه، من دون أن تتبلور ملامح توازن قوى أو نظام جديدين - على حد ما ورد في كلمته.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية إن دول المنطقة بموقعها وامكاناتها هي في قلب هذه التحولات الدولية بنسب متفاوته، مشيرًا إلى أن أخطر تأثيرات الحرب الجارية في أوكرانيا انعدام الأمن الغذائي الحاد في كثير من الدول العربية ومنها لبنان، بفعل الاضطراب في واردات الحبوب والمواد الغذائية، داعيًا إلى عدم اغفال انهيار الأوضاع الاقتصادية وارتفاع مستويات الفقر واستمرار ارتفاع معدلات اللجوء والنزوح.
وأشار إلى أن الوضع الراهن يقتضي تكثيف التشاور حول ملفات العمل العربي المشترك والتوافق حول ملفات القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر، مؤكدًا التطلع إلى انعقاد القمة بالكثير من الثقة، لكون انعقادها يعتبر بحد ذاته مؤشرًا على إرادة القادة العرب على تجاوز كل التحديات والمعوقات لتجديد العمل العربي المشترك ومواكبة التطورات الاقليمية والدولية في المجالات كافة.
وأكد أن لبنان يمر بمرحلة انتقالية دقيقة ومعقدة وسط معاناة من أزمات متعددة الأوجه، سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية تضاف اليها مشكلة النازحين السوريين، مشيرًا إلى أن حكومته عملت على وضع الأسس الكفيلة بتجاوزها، مشددًا على أن لبنان ينتظر مؤازرة العرب لاستكمال خطوات المعالجة ووضع بلدنا على سكة التعافي ضمن الامكانات المتاحة.
وناشد ميقاتي الأشقاء العرب وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي احتضان لبنان وشعبه الشقيق وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.
ووجه الشكر والتقدير إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وفريق الأمانة العامة على جهودهم المضنية في هذه الظروف الصعبة التي تتعرض فيها العديد من الدول العربية الشقيقة لظروف قاهرة ومؤلمة، متمنيًا أن تحمل الأيام المقبلة الأمن والاستقرار للدول العربية، والسلام والأمان للبنان.