يبرز إثراء التجربة الدينية والثقافية لحجاج بيت الله الحرام كأحد الأهداف الاستراتيجية التى يعمل عليها برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد البرامج الرئيسة لرؤية المملكة 2030م، بما يسهم فى تسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة عالية للحجاج والمعتمرين وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتى الحج والعمرة على أكمل وجه.
وجسد برنامج خدمة ضيوف الرحمن تكامله وتعاونه مع 70 جهة فى القطاع الحكومى والخاص وغير الربحى لإثراء وتعميق تجربة الحاج والمعتمر، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرِّفة والحضارية للمملكة فى خدمة الحرمين الشريفين. وفق بيان لسفارة السعودية.
وكشفت الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة عن حصر 20 موقعًا تاريخيًا فى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، موضحة أن المواقع التاريخية فى مكة المكرمة يقدر عددها بالمئات، حيث تعمل على تسجيلها فى السجل الوطنى، بعد التأكد من المحتوى مع دارة الملك عبدالعزيز ووزارة الثقافة، حيث يجرى العمل على تطبيق الحوكمة المتفق عليها فى لجنة المواقع التاريخية ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن التى تضم كلًا من وزارة الثقافة، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ووزارة الحج، وأمانة العاصمة المقدسة، ووزارة السياحة، والهيئة العامة للأوقاف، ودارة الملك عبدالعزيز، وهيئة تطوير المدينة المنورة، وأمانة منطقة المدينة المنورة.
وتسعى الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال تطبيق منظومة الحوكمة على المواقع التاريخية إلى تمكين كل جهة من الجهات ذات العلاقة للقيام بدورها المأمول، للإسهام فى تطوير تلك المواقع وإثراء تجربة الحاج والمعتمر أو الزوار من داخل مكة وخارجها، كما تهدف من أعمال تطوير المواقع التاريخية إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 بإثراء تجربة الضيف وتحسين جودة الحياة من خلال خلق مواقع إثرائية بأماكن مختلفة من مكة المكرمة.
يذكر أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذى دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بوصفه أحد برامج "رؤية المملكة 2030 "، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية جديدة تلبى طموحات ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات التى تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة، من خلال تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية تتمثل فى تيسير استضافة المزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة للحاج والمعتمر، وإثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية.
وتشتمل خطة البرنامج على أكثر من 130 مبادرة شارك فى إعدادها أكثر من 30 جهة حكومية، كما عمل البرنامج فى مرحلة الإعداد والتخطيط على تتبع رحلة الحاج والمعتمر "من الفكرة إلى الذكرى"، إذ تمت دراسة 192 نقطة اتصال مع ضيوف الرحمن، تم تحديدها بناءً على دراسات ميدانية لكل نقطة يمر بها الحاج والمعتمر، كما تم استطلاع آراء أكثر من 20 ألف مسلم فى أكثر من 20 دولة و135 مدينة، للتعرف على تطلعاتهم.
وشملت العينة من سبق لهم أداء العمرة أو الحج، بالإضافة إلى من لم يسبق لهم الأداء، وبناء على النتائج تم العمل مع الجهات المعنية لإطلاق مبادرات ومشاريع تحقق أهداف البرنامج، حيث تتضمن قائمة أهداف "رؤية المملكة 2030" بإشراف الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، العمل المكثف على تيسير استضافة أعداد متزايدة من المعتمرين بقدرة مرنة، وصولًا إلى استقبال 30 مليون معتمر سنويًا بحلول 2030.
ولا ينحصر دور البرنامج فى تطوير الخدمات المتعلقة بالمناسك، بل يهدف إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن من خلال تأهيل وتطوير أكثر من 40 موقعًا تاريخيًا وأثريًا، وإقامة متاحف ومعارض تفاعلية تحاكى أبرز الأحداث التاريخية الإسلامية مثل مبادرة طريق الهجرة، التى يمكن للحاج والمعتمر التمتع بزيارتها ومشاهدتها.