قالت صحيفة نيويورك تايمز إن التفجيرات التى استهدفت المملكة العربية السعودية، هذا الأسبوع، هى تذكير صادم على أنه بعد سنوات من تكبيل الإرهاب الداخلى، الذى قاده تنظيم القاعدة، فإن السعودية تواجه مرة أخرى تهديد الإرهابيين، وهذه المرة تحت اسم "داعش".
وأشارت الصحيفة فى تقرير، الأربعاء، إلى أن آخر مرة عانت السعودية من مثل هذا التهديد، كان فى 2003 عندما شن تنظيم القاعدة سلسلة هجمات داخل البلاد. وقامت وقتها قوات الأمن بالضرب بقوة وعمليات قبض واسعة وتنفيذ أحكام بالإعدام بحق المتورطين فى 2008.
وظلت البلاد بمنأى عن الإرهاب حتى عام 2014، عندما ساق تنظيم داعش العديد من الانتقادات للمملكة العربية، تشبه تلك التى رددها أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذى لقى حتفه فى عملية لقوات الكوماندوز الأمريكية عام 2011.
وتقول الصحيفة إن من الناحية الأيديولوجية، فإن المعركة بين المملكة العربية السعودية وتنظيم داعش تدور فى جوهرها حول أيا من النموذجين هو الصحيح لتنظيم داعش وتعكس تفجيرات الأسبوع الجارى أكبر انتقادات يوجهها أولئك الإرهابيين للدولة السعودية.
وتشير إلى أن الإرهابيين ينتقدون السعودية كحليفة للولايات المتحدة وبسبب اعتمادها على القوات المسلحة الغربية فى تعزيز حمايتها. وكذلك يوجه تنظيم داعش انتقادات للمملكة العربية بسبب حمايتها للمواطنين الشيعة السعوديين، والسماح للشيعة من خارج السعودية بالذهاب إلى مكة والمدينة المنورة للحج.
وتقول الصحيفة إن هناك مؤشرات على أن الجماعات الإرهابية تحظى بدعم أكبر داخل السعودية، مما يقر به المسئولون، وذلك وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة طابة الإماراتية، حيث أشارت إلى أنه على الرغم من أن غالبية من شملهم الاستطلاع أكدوا أن داعش هو "تنظيم منحرف عن الإسلام"، لكن الباقين كانت لديهم وجهات نظر معقدة.
وبحسب الاستطلاع فإن 28% قالوا إن هذه الجماعات الإرهابية "فى الأغلب خطأ"، لكنها أحيانا ما "تثير وتناقش قضايا نتوافق معها"، بحسب رد المبحوثين. وبينما قال 5% أن هذه التنظيمات "فى الأغلب على حق"، فإن 10% قالوا إنها "ليست منحرفة تماما".