قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المنطقة تعيش بالفعل في دوامة أزمات ممتدة منذ 2011، ولم تبرحنا بعدُ تبعات هذه الأزمات وآثارها على الأمن والاقتصاد والوضع الإقليمى برمته.
ثم جاءت أزماتٌ عالمية غير مسبوقة في حدتها وشمولها، بحسب كلمة أبو الغيط والتي ألقاها نيابة عنه السفير حسام زكي، مثل كورونا والحرب في أوكرانيا، لتُضيف إلى منطقتنا المأزومة تحدياتٍ جديدة، وتفرض على دولنا مواجهة تهديدات غير متوقعة، مثل أزمة الغذاء والتباطؤ الاقتصادي، فضلاً عن حالة انعدام اليقين التي تسود قمة النظام الدولي، بما يُزيد من تعقيد ودقة المواقف الخارجية للدول في زمنٍ صار الاستقطاب طبيعته، والمنافسة بين القوى الكبرى سمته الأساسية.
وأضاف أن هذه التحديات الجسيمة تقتضي شحذ الإمكانية العربية بكاملها، وتستلزم حشد طاقة المجتمعات والدول إلى حدودها القصوى، فالدول بأجهزتها، والحكومات بإمكانياتها -ومهما بلغت هذه الإمكانيات- لا يمكنها مواجهة هذه التحديات والتهديدات بمفردها.
واستطرد أن الأوضاع الدولية تتحرك بسرعة تفوق التصور، وفي اتجاهات تتحدى التوقع والتنبؤ، موضحا أن المطلوب أولاً، من أجل الاستجابة السليمة لهذه التطورات، هو القدرة على الخيال والتصور وإنتاج الأفكار، ومن ثمّ تشكيل الرؤية الشاملة وبناء استراتيجية متكاملة.
وشدد على أن مجتمعاتنا مازالت عاجزة عن انتاج الأفكار بما يكفي لمواجهة تحدياتها، وما زالت تُعاني فقراً في الخيال والتصور لتكوين الاستجابة المناسبة لهذه التحديات.
وأعرب عن أمل الجامعة العربية في مجموعة السلام العربي، بوصفها إسهاماً أصيلاً تشتد الحاجة إليه من أجل انتاج الأفكار والمبادرات، وباعتبارها مدداً لا غِنى عنه للمجتمعات والدول العربية التي تحتاج إلى أصوات مختلفة وأفكار غير تقليدية.