ارتفعت حظوظ المرشح للرئاسة اللبنانية النائب ميشال معوض في الجلسة النيابية الثالثة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم بعدما حصل على 42 صوتا بزيادة قدرها 6 أصوات عن النتيجة التي أسفرت عنها الجلسة الأولى للانتخاب في 29 سبتمبر الماضي حينما حصل على 36 صوتا فضلا عن غياب نائبين من النواب الذين أعلنوا تأييدهم لهم عن جلسة اليوم.
ووفقا للنتائج، بات المرشح النائب ميشال معوض الأوفر حظا لتمثيل المعارضة اللبنانية في الانتخابات الرئاسية حيث انقسمت أصوات المعارضة في الجلسة الأولى للانتخاب بين ميشال معوض الذي حصل على 36 صوتا وسليم إده الذي حصل على 11 صوتا آنذاك فيما صوت 63 نائبا بورقة بيضاء و12 نائبا بعبارات رمزية وذلك من بين 122 نائبا شاركوا في الجلسة.
ثم جاءت جلسة الانتخاب الثالثة اليوم والتي شارك فيها 119 نائبا، حصل معوض على 42 صوتا في غياب نائبين من أكثر الداعمين له فيما بينما غاب اسم سليم إده عن جلسة اليوم تماما وانخفض عدد المصوتين بورقة بيضاء إلى 55 نائبا فقط بتراجع قدره 8 نواب، فيما ارتفع عدد الأوراق التي تحمل عبارات رمزية إلى 17 ورقة حملت اسم "لبنان الجديد" فضلا عن 4 أوراق حملت مواصفات للرئيس الجديد وورقة واحدة باسم ميلاد أبو ملهب وهو مواطن لبناني غير معروف لكنه اشتهر بمظهره المختلف وظهوره المتكرر في جميع فعاليات الشارع.
ويؤيد المرشح ميشال معوض كل من الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع (21 نائبا) والكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط (8 نواب) والكتلة النيابية لحزب الكتائب اللبنانية (4 نواب) وعدد من المستقلين، فيما أعلنت كتلة الاعتدال الوطني (6 نواب) عن التصويت بعبارة "لبنان الكبير" خلال الانتخابات، وهي ذات العبارة التي صوت بها نواب التغيير، وذلك في إشارة واضحة إلى رفض نواب التغيير وكتلة الاعتدال لمساعي التوافق على ميشال معوض.
ويحتاج ميشال معوض للفوز برئاسة لبنان إلى 86 صوتا من الجولة الأولى للانتخاب خلال الجلسة وهي أغلبية الثلثين من بين عدد أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 128 نائبا، وفي حال عدم حصوله على هذه النسبة، تجرى جولة ثانية في نفس الجلسة يفوز فيها بأغلبية 65 صوتا فقط بشرط أن تحتفظ الجلسة بالنصاب القانوني لانعقادها والذي يشترط وجود 86 نائبا على الأقل خلال الجلسة، وهو ما لم يتحقق لعقد جولة ثانية في جلستي الانتخاب الأولى في 29 سبتمبر الماضي والثالثة اليوم، فيما لم يتحقق لانعقاد الجلسة الثانية من الأساس.
ويتبادل فريق المعارضة (حزب القوات اللبنانية وحلفاءه) الاتهامات مع نواب التغيير حول عدم الاتفاق على مرشح واحد، إذ يرى فريق المعارضة ضرورة الاصطفاف خلف المرشح ميشال معوض لتأمين 65 صوتا له على الأقل في الجلسة، فيما يقلل التغييريون من أهمية هذا الاصطفاف مؤكدين ضرورة تقديم مرشح توافقي بين الجميع من خارج المنظومة الحاكمة يحظى بالتوافق بين جميع الكتل لتأمين 86 صوتا له من الجولة الأولى لتعذر انعقاد جولة ثانية في قيام كتل نيابية بمغادرة قاعة الجلسة بعد الجولة الأولى لتفقد الجولة الثانية نصابها القانوني.
وفي المقابل، صوتت الكتل النيابية للثنائي الشيعي (قرابة 30 نائبا) والتيار الوطني الحر (قرابة 21 نائبا) وتيار المردة (3 نواب) وحلفائهم بورقة بيضاء في الجلسة الأولى والثالثة اليوم، وذلك نظرا لعدم الاستقرار على مرشح حتى الآن.
جدير بالذكر أن النائب ميشال معوض هو سياسي بارز ونائب حالي في مجلس النواب المنتخب في 15 مايو الماضي، وهو مؤسس حزب حركة الاستقلال السياسي ورئيسها، وعضو سابق في قيادة قوى 14 آذار (التي تعارض وجود السلاح في غير يد الدولة). وهو نجل رئيس الجمهورية اللبنانية السابق رينيه معوض الذي اغتيل في 22 نوفمبر عام 1989.
يذكر أن رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون تنتهي ولايته بنهاية الشهر الجاري بعد أن تولى رئاسة في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر عام 2016 بعد فراغ رئاسي دام قرابة 29 شهرا عقد خلالها مجلس النواب اللبناني 46 جلسة لانتخاب الرئيس الجديد خلفا للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في مايو عام 2014.
ويترقب المجتمع الدولي والشعب اللبناني انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل الوصول للفراغ الرئاسي بنهاية عهد الرئيس عون أملا في منع تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تشهدها البلاد منذ قرابة 3 أعوام.