أكد رئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد الغزوانى أن القمة العربية الـ31 فى الجزائر، تنعقد فى ظرف دولى استثنائى تتزاحم فيه أزمات أمنية وجيوسياسية واقتصادية جسيمة.
وشدد الغزولى - فى كلمته أمام القمة العربية الـ31 المنعقدة فى الجزائر، اليوم الأربعاء، على أن القضية المركزية هى قضية فلسطين المحتلة، والظرف الصعب الذي تمر به بفعل إصرار الاحتلال الإسرائيلى على التوسع فى الاستيطان وتغيير وضع القدس وتجاهل مبادرة السلام العربية وكل القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
كما أكد تمسك بلاده بضرورة إيجاد حل دائم وسريع وعادل يضمن حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية، داعيا إلى إيجاد حلول سلمية للنزاعات المسلحة فى اليمن وسوريا وليبيا على نحو يضمن حدة وسلامة أراضيهم وحق شعوبها في التمتع بالاستقرار والأمن والنماء.
ولفت إلى أنه بدون الأمن والاستقرار في كامل الفضاء العربي لن نصل بالعمل العربي المشترك إلى المستوى الذي تطلع إليه الشعوب، كما شدد على ضرورة تكثيف التنسيق في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف المواجهة سائر نزاعات بث الفرقة والتعصب الطائفي، وكل ما من شأنه أن يطال السكينة والاستقرار على عموما ربوع الوطن العربي.
وقال الغزولي "إن العالم اليوم يواجه على نحو متزامن الخطر البيئي المتنامي بإطراد، والانتشار المتنامي للتطرف والعنف والإرهاب، فضلا عن مواجهة الانعكاسات الكارثية لجائحة كورونا، وكذلك الحرب في أوكرانيا وما نشأ عنها من تدهور خطير في الوضع الأمني الدولي، وأزمة غذائية وتضخم متصاعد".
وأضاف "علاوة على ما تنذر به هذه الأزمات من ركود اقتصادي شامل، فإنها تهدد كيانات العديد من الدول وتوسع بؤر التوتر والنزاعات المسلحة وتضعف قدرة المنظومات الاقتصادية والاجتماعية على الصمود؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى زعزعة الأمن والاستقرار".
وأشار إلى أن قدرة الدول العربية على الصمود في وجه هذه الأزمات، والتكيف الفعال مع ما يلوح في الأفق من تغيرات جيواستراتجية عميقة؛ رهين بنجاحنا في ترقية العمل العربي الجماعي.
ووصف انعقاد الدورة الـ27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي ستعقد الأسبوع المقبل بمدينة شرم الشيخ، وترشح دولة الإمارات لاستضافة الدورة الـ28 العام المقبل، بأنه "مؤشر إيجابي" على أن مواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية أصبحت في صلب اهتمامات المنطقة العربية، معربا عن تطلعه لأن تلعب الدول العربية أدوارا إيجابية لإنجاح هذين الحدثين المهمين والاستفادة منهما بشكل كبير.
ونوه بدعم بلاده للجهود التي تبذلها المملكة السعودية الشقيقة لاستضافة معرض "إكسبو 2030" في الرياض، كما أعرب عن ثقته في أن هذه الاستضافة ستساهم في التعريف بالمقدرات العربية المتنوعة، وستفتح آفاقا أوسع لشراكات جديدة ومثمرة بين منطقتنا العربية ودول العالم في شتى المجالات.
وأكد أنه لا غني للوطن العربي عن تفعيل عمله الاقتصادي المشترك وتأمين الانسجام بين هياكله الاقتصادية ليتمكن من الاستغلال الأمثل ضمن منطقة حرة مشتركة لما تزخر به من موارد طبيعية متنوعة ومصادر بشرية حيوية.
وأعرب الرئيس الموريتاني، في ختام كلمته، عن أمله في أن تشكل الدورة الخامسة للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية، التي ستحتضنها بلاده العام المقبل، فرصة لتعميق البحث في أولويات التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين دولنا والخروج بإجراءات عملية في هذا الصدد.