أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أنه من الصعب تحقيق النمو الإقتصادي إلا في ظل اعتماد مبدأ التضامن وسيادة روح التضامن بين الشعوب.
جاء ذلك خلال كلمة للرئيس التونسي مساء اليوم الأحد في افتتاح أعمال المنتدى الإقتصادي الذي يعقد بجزيرة جربة على هامش القمة الفرنكفونية الثامنة عشرة، بحضور الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكفونية لويز موشيكيوابو وعدد من القادة وكبار المسئولين بالدول الأعضاء ورجال الأعمال .
وقال سعيد إن مسألة الدخول في مناقشات حول النمو الإقتصادي في ظل ما يشهده المجتمع الدولي من تراجع اقتصادي وتضخم وندرة في المواد الأساسية وارتفاع في الأسعار يعد رهانا كبيرا، غير أن هذا التحدي يمكن تحويله إلى فرصة سانحة من أجل تحقيق الانتعاش الاقتصادي من خلال اعتماد مبدأ التضامن وسيادة الروح التضامنية بين الشعوب .
وشدد الرئيس التونسي على ضرورة إرساء آليات مالية جديدة تستهدف دعم ريادة الأعمال للشباب وتطوير النفاذ إلى الموارد الجديدة، وذلك من أجل ضمان استقرار الفضاء الفرنكفوني بل والعالم بأسره .
وقال سعيد : " إن نماء مشتركا لا يمكن تصوره دون تعليم ذي جودة ويكون متاحا للجميع، يعتمد على البحث والتجديد والإبتكار والتدريب المهني، ويكون منفتحا على سوق العمل، كما أنه لايمكن تحقيق أي تنمية بدون السلم الاجتماعي الذي يتبعه استقرار اجتماعي" .
وأضاف الرئيس التونسي : " إن المنتدى الاقتصادي للفرنكفونية سيسمح بدراسة عدد من القضايا الاقتصادية بعمق، وخاصة ما يتعلق بالشراكة بين دول الفرنكفوينة لمصلحة شعوبنا والإنسانية جمعاء"، وتابع : "تحدثنا في صباح اليوم خلال اجتماعات القمة عن العديد من الأفكار الجديدة وضرورة البحث عن إيجاد مفاهيم جديدة لأن العالم يتطور والأفكار تتطور دون توقف" .
وتابع أن جدول أعمال الدورة الحالية من القمة يتمحور حول إنشاء فضاء للتبادل الحر والإندماج لسلاسل القيمة بين شعوب الفرنكفوينة، ودعم ريادة أعمال الشباب والمرأة في عصر الانتقال الرقمي، مضيفا : " نريد عصرا وعهدا جديدا في تاريخ الإنسانية جمعاء، وعلينا أن ننتهز الفرصة في إطار هذه اللقاءات لتطوير مسألة التكامل بين الدول الفرنكفوينة ودعم الطاقات من أجل الحفاظ على مؤسساتنا وحصصنا في السوق الاقتصادي" .
وقال الرئيس التونسي: " إن الفضاء الفرنكفوني هو مكان للتنوع والوحدة، ويقدم امكانيات هائلة للرخاء المشترك، فثرواتنا هي الأكثر ثراء والأكثر طلبا في الأسواق العالمية، ورغم هذه الثروات والموارد إلا إن هناك عددا من البلدان تعيش تحت خط الفقر، ولا يمكنها أن تحقق نهضة اقتصادية لأسباب عديدة ولأسباب تاريخية ، ولكن الوقت قد حان لنضع حدا لكل هذه العقبات والقضايا".
وشدد على ضرورة إذابة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة بين بلدان المنظمة الدولية للفرنكفوينة، مضيفا : " وهذا الأمر يتطلب عملا مشتركا، والتأكيد على محاور وأهداف الاستراتيجية الاقتصادية للفرنكفونية (2020 – 2025)، والاستجابة لتطلعات شعوبنا وبالأخص شبابنا، ويجب علينا أكثر من أي وقت مضى أن نثمن ثرواتنا البشرية والطبيعية، ونحافظ على إرثنا الإيكولوجي المشترك" .
وتابع سعيد : " يجب علينا أن نعمل على توفير الاستثمارات داخل الفضاء الفرنكفوني، وتشجيع التطوير وريادة الأعمال الاجتماعية والتضامنية، وإيجاد حالة من التوازن ضمن سلاسل القيمة، وتشجيع الشباب على الابتكار وهم قادرون على تطوير أنفسهم وتحقيق التنمية الإقتصادية لأن الذكاء الإنساني ليس له حدود" .