قال قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون "إن لبنان يمر بظروف استثنائية تتطلب من الجميع، سواء مسؤولين أو مواطنين، الوعي والحكمة والتحلي بالمسؤولية والتعاون من أجل المصلحة الوطنية العليا في انتظار استقامة الوضع السياسي واستعادة انتظام المؤسسات".
وشدد عون - في رسالة للعسكريين، اليوم الاثنين، بمناسبة عيد الاستقلال الـ79، والذي يوافق غدا الثلاثاء على أن حفظ الأمن والاستقرار يبقى على رأس أولويات المؤسسة العسكرية مع دخول البلاد مرحلة الشغور الرئاسي وارتفاع سقف التجاذبات السياسية، كما شدد على أن القوات المسلحة اللبنانية لن تسمح بأي مس بالسلم الأهلي ولا بزعزعة الوضع لأي أهداف المهمة التي كانت وستبقى المحافظة على لبنان وشعبه وأرضه.
وأضاف أن الاستقلال هو ثمرة النضال المشرف الذي خاضه اللبنانيون، كما أنه ثمرة التحديات المصيرية التي واجهوها وتغلبوا عليها بوحدتهم وعزيمتهم وصولا إلى بناء وطن على أسس متينة، مؤكدا ضرورة الحافظ عليه وحمايته.
وتابع: "إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل يمثل بارقة أمل لبلدنا، وخطوة مهمة على طريق تعافيه من أزمته الحالية عبر استثمار جزء أساسي من ثروته الطبيعية"، لافتا إلى أن هذا الإنجاز يحتاج إلى مؤسسات الدولة لتحميه وتواكبه، لما في ذلك من مصلحة للوطن واللبنانيين.
وأشار عون إلى أبناء المؤسسة العسكرية يجددون الالتزام بقسمهم لحماية الوطن والدفاع عنه بعدما عانى من تحديات وحروب كثيرة في تاريخه، مبينا أن الوطن ينهض دوما لأن أبناءه على اختلاف أطيافهم يرفضون الاستسلام، ولأن جيشه متمسك بقيم الشرف والتضحية والوفاء.
ونوه بأن العسكريين يثبتون يوما بعد يوم أنهم نموذج نادر بين جيوش العالم، موضحا أنه قلما يواجه جيش هذا القدْر من التحديات في غضون سنوات معدودة ويبقى في أعلى درجات الجاهزية والانضباط والتفاني والالتزام.
واستطرد في رسالته للعسكريين: "واجهتم بشجاعة وصمت كل حملات التجني رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمرون بها، وبقيتم على كفاءتكم في التعاطي مع كل الأحداث والحوادث التي شهدها وطننا بقسمكم ويقظتكم حميتم لبنان وتستمرون في حمايته حتى آخر قطرة دم في عروقكم، وكل ذلك بالتوازي مع مهمتكم الأساسية في التصدي للأعداء وأطماعهم من جهة، كما للإرهاب ومخططاته التخريبية من جهة أخرى.. عيونكم على الحدود كما على الداخل، وتتابعون تنفيذ مهماتكم بالتعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان للمحافظة على الاستقرار في الجنوب".
واختتم قائد الجيش اللبناني، رسالته، قائلا: "إن الجيوش تبنى للأوقات العصيبة.. قوة لبنان ووحدته من قوتكم.. أعلموا أن ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي بكم هي أسطع برهان على أهمية دوركم، فلا تضعفوا أمام الأخطار، ولا تعبئوا بحملات التجني والاتهامات الباطلة".