دعت صحيفة (الوطن) العمانية، المجتمع الدولي إلى التحرُّك فورًا لحماية أطفال فلسطين المدنيِّين العُزَّل.
وطالبت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الخميس، تحت عنوان "أبناء فلسطين ومفارقات الحديث عن حقوق الطفل"- المجتمع الدولي أنْ ينهضَ بمسؤوليَّاته في حماية الدَّم الفلسطينيِّ النازفِ، الذي يسيل بفعل جرائم الحرب لحكومة دولة الاحتلال الاسرائيلي بالدَّرجة الأولى، التي باتت خارج إطار المحاسبة، بفضل الحماية التي توفرها الدوَل الغربيَّة وحلفاؤها، وهي حصانة بات يتمتع بها المُجرِم للإفلات من العقاب ومواصلة إجرامه، ويدفع ثمنَها أطفال فلسطين دُونَ ذنْبٍ أو جريرةٍ ارتكبوها.
وأضافت أن المنظَّمات الحقوقيَّة العالميَّة والأمميَّة تتبارى بالحديث عن حقوق الأطفال، وتُجرِّم التعدِّي على أبسط هذه الحقوق، وتفرض العقوبات على الدول التي تعتدي على تلك الحقوق، إلَّا دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تؤكِّد يومًا بعد يوم أنَّها خارج إطار القانون الدولي، حيثُ إنَّها تقتل أطفال فلسطين وتستهدفهم بدمٍ باردٍ في إعدامات ميدانيَّة خارج إطار أي قانون إنساني، وسط صمْتٍ دوليٍّ يرفض مجرَّد الحديث عن معاقبة إسرائيل عن جرائم الحرب التي ترتكبها ضدَّ أبناء فلسطين العزَّل.
وتابعت (الوطن) "لعلَّ انضمام الطفل فلسطيني أحمد أمجد شحادة (16 عامًا) لقافلة الشهداء، وإصابة (22) آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيل لمدينة نابلس الفلسطينيَّة؛ تمهيدًا لاقتحام المستوطنين، يُوضِّح الاستهداف المتعمَّد والنيَّة المبيَّتة لقتل أطفال فلسطين، لتكون حصيلة العام الجاري فقط من الأطفال الشهداء حوالي (57) قتيلا، ما يؤكِّد أيضًا أنَّ هذا التخطيط الإسرائيلي لم يكتفِ باستهداف ماضي وحاضر أبناء فلسطين، بلْ إنَّه يسعى إلى تدمير المستقبل، لسرقة ما تبقى من الأراضي الفلسطينيَّة عَبْرَ الإرهاب الذي يشاهده العالم في صمْتٍ مُريب، دُونَ أنْ يحرِّك ساكنًا، أو يسعى لتطبيق قوانينه التي يتشدق بها، خصوصًا المتعلقة بحماية حقوق الأطفال، وعدم الاتجار بهم".
وأكدت أنَّ هذا النَّهج -الذي يسعى عَبْرَ رصاص الحقد والعنصريَّة- إلى حصد المزيد من الأرواح الفلسطينيَّة البريئة، لَنْ يتوقف طالما هذا التواطؤ العالميُّ لا يزال مستمرًّا، فالخطوة الأولى لوقف هذه الوحشية الإسرائيليَّة والبطش بالأطفال ألَّا تمُرَّ دُونَ محاسبة، مشددة على أن هذا الصَّمتُ والتقاعسُ الدوليُّ لَنْ يكُونَ في صالح الأمن والسَّلام العالميِّ ، فقضيَّة فلسطين، وما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم، سيُشعل المنطقة بأسْرها وسيرتدُّ أثَرُه على العالم بأسْره.
واختتمت بالقول:"إن الشَّعب الفلسطينيُّ لَنْ يبقى مكتوفَ الأيدي أمام هذا الظُّلم، فكافَّة القوانين الدوليَّة تُعطيه الحقَّ في الذَّود عن حقوقه الخالدة ومقدَّراته بكافَّة السُّبل والوسائل المُمكِنة. ورغم صموده السِّلمي والحفاظ على السَّلام كخيار رئيسٍ له، إلَّا أنَّه نخشى أنْ ينفجر الغضبُ تحت وطأة ما يحدث ، فالأكيد أنَّ أبناء فلسطين سيتمسَّكون بأرضهم وحقوقهم ذات المرجعيَّة الدوليَّة، ولَنْ تزعزعهم السياسة الإسرائيلية، بلْ إنَّها ستزيدهم إصرارًا وإقدامًا نَحْوَ التحرير والدفاع عن الوجود والأرض".