طالب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان النواب في المجلس النيابي بإنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية بأقرب فرصة ممكنة، مناشدا كل المخلصين والغيورين على وطنهم التواصل والتلاقي والتشاور وإطلاق المبادرات البناءة التي تجمع ولا تفرق، معتبرا أن الوطن بحاجة الى جهود كل أبنائه، للخروج من هذا النفق المظلم.
وأكد دريان - في بيان الثلاثاء أن الوطن والمواطنين لم يعودوا يتحملون هذا الفراغ المدمر لكل مقومات الدولة، مطالبا بأن يكون انتخاب الرئيس بمواصفات رجل الدولة المحتضن لكل المواطنين والحريص على حقوقهم جميعا وأن يكون خارج المحاور الإقليمية وعلى ود وتعاون مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والمحبة للبنان.
وقال دريان إن الشغور الرئاسي أمر مرفوض وخطير ويهدد المسلمين والمسيحيين في وطنهم المبني على أسس ثقافة المواطنة والعيش المشترك، معتبرا أنه من غير المقبول بأي شكل من الأشكال أن يستمر هذا الشغور الرئاسي الذي يلحق الضرر بجميع الشعب اللبناني.
وأضاف أن الحوار والتعالي عن المحاصة والمصالح الذاتية هو المدخل والأساس في التفاهم للوصول الى حل ينقذ لبنان من الانهيار الذي أصبح يحتل مساحة واسعة في مؤسساته، مشيرا إلى أن التجارب السابقة في الشغور الرئاسي كلفت لبنان الكثير من تراجع الإنماء والتطور والتقدم والازدهار.
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن المؤسسات الدينية في لبنان بخير، والثقة التي حازها المنتخبون في طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل وحاصبيا مرجعيون هي أمانة ومسؤولية ينبغي تعزيزها للنهوض بمؤسساتنا الدينية والوقفية والتربوية والصحية والاجتماعية للحفاظ على مجتمعنا بالتكافل ونشر قيم الإسلام السمحة.
وشدد مفتي الجمهورية خلال تواصله مع المفتين في كافة المناطق اللبنانية على أن دورهم ومهامهم الدينية والوطنية والوقفية والاجتماعية هي أساس في خدمة الناس والبلد، ودعاهم إلى إطلاق عملية تحديث الإدارة وتطويرها في دور الإفتاء وتنمية الأوقاف وتعزيز دور المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية والصحية التابعة لهم ببعدها المؤسسي الجامع في رعاية الشأن الديني والوقفي والخيري، وبما تفتضيه الشورى.
ولفت إلى أن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية هي دار الإسلام والوطنية والعروبة، وجامعة لكل المسلمين واللبنانيين، بدون تفرقة ولا تمييز، انطلاقا من رؤيتها بقيام الدولة الوطنية الجامعة لكل أبنائها ومؤسساتها والعيش المشترك والانتماء العربي، في سياستها المبنية على الحكمة والاعتدال والانفتاح على الآخر.