أكدت دولة الإمارات ضرورة التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية والعمل متعدد الأطراف، واحترام مبدأ تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية واحترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبأهمية الإيمان الراسخ بأن الدبلوماسية لا تزال الوسيلة الوحيدة لحل الأزمات، ودعم الحوار والمفاوضات كوسيلة لا غنى عنها لمعالجة الصراعات القائمة إقليميا ودوليا.
جاء ذلك في كلمة الإمارات، التي ألقاها وزير الدولة رئيس وفد الإمارات خليفه شاهين المرر، أمام اجتماع الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار "الوسطية والاعتدال صمام الأمن والاستقرار"، والذي انعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وافتتحه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام) اليوم الجمعة.
وعبر الوزير الإماراتي -في الكلمة- عن تضامن بلاده مع سوريا وتركيا جراء الزلازل المدمرة التي ضربت البلدين مؤخراً، مؤكدا على أهمية الوقوف إلى جانبهما في ظل هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانيه الكبيرة التي يواجهانها، مشيرا إلى أن بلاده تقوم بواجبها في هذا الصدد، حيث استجابت بشكل فوري مع نداء الواجب الإنساني بعد وقوع الكارثة، وأطلقت عملية "الفارس الشهم 2" وقامت بتسيير جسر جوي يحمل فرق البحث والإنقاذ ومواد الإغاثة والإيواء والأدوية والعلاج والمستشفيات الميدانية.
وأوضح أن عدد الرحلات الجوية ضمن عملية "الفارس الشهم 2" وصل إلى 236 رحلة، حتى تاريخ 15 مارس 2023 بالإضافة إلى 13 طائرة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانيه في دبي، وقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات 150 مليون دولار أمريكي لدعم المتضررين، كما قدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي 50 مليون درهم، كما أطلقت الإمارات حملة جسور الخير لتقديم التبرعات العينية والنقدية وقد جمعت الحملة حتى الآن 180 مليون درهم منها 50 مليون درهم من الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الامارات"، ولا تزال هذه العملية مستمرة.
وأكد أن الإمارات تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينيه المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، كما تدعم خلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم. وثمن الدور الذي تقوم به مصر والأردن في هذا الصدد.
وأشار إلى أن الإمارات ترحب بالاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما ثمن الدور الذي قامت به الصين، والجهود التى بذلتها كل من سلطنة عُمان والعراق تمهيدا لتحقيق هذه الخطوة الهامة التي ستساهم في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
كما أشاد "المرر" بالنجاح الذي تحقق في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ COP27 الذي استضافته مصر في نوفمبر الماضي، مشيراً الى أن الإمارات تتطلع إلى أن يكون مؤتمر الأطراف القادم COP28 الذي تستضيفه الدولة في مدينة إكسبو دبي في نوفمبر 2023، جامعا لكافة الجهات المعنية، من حكومات وقطاع خاص وشباب ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الأجندة الدولية للعمل المناخي وتحول الطاقة.
وقدم الدعوة إلى جميع الدول الأعضاء للمشاركة في COP28 بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار جميع الدول والتغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة.