في مدينة فاس المغربية يقع "جامع القرويين" أحد أهم المعالم التاريخية في المغرب.
وقد بُني الجامع قبل قرون طويلة برغبة سيدة تُدعى فاطمة بن محمد القيرواني تلك التي أرادت أن يتردد داخله ذكر الله... فما قصة "جامع القرويين"؟
في القرن التاسع الميلادي عزمت فاطمة القيروانية أمرها لبناء مسجد ضخم يكون قِبلة للعلماء، فيتحول لجامعة وجامع في آن معاً، لكنها وضعت شرطاً لم تتخلَّ عنه قط تمثل في استخدام تراب الأرض في بناء المسجد وبأيادي عمال مهرة تحول المسجد لتحفة فنية حملت جدرانها زخارف ونقوشاً تسر الناظرين، إذا ما تطلعوا إليها فالمسجد ما زال أحد أجود أنواع التحف التي أبدعها المغاربة متمثلة في ثريا مصنوعة من مادة النحاس الخام وتضم 509 قناديل فيما يتجاوز وزنها 20 قنطاراً بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الثريات الصغيرة.
لكن تحف المسجد العملاق لا تتوقف هنا فما زالت جدرانه حاملة لواحدة من أكثر الساعات الشمسية قدماً في المغرب تلك التي اتخذت من أحد الأعمدة المطلة على نافورة صحن الجامع مكاناً لها.
وتحت هذه التحف النفيسة عُقدت مئات من حلقات العلم تناوب عليها علماء وفلاسفة مسلمون وغير مسلمين من مختلف بقاع العالم لتتخرج في هذا الجامع العريق أسماء رنانة في مختلف مجالات العلم منهم عبد الرحمن بن خلدون، إلى جانب الفيلسوف والطبيب موسى بن ميمون.