اتفقت وزارتا الخارجية التونسية والسورية على تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز سنّة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك والعمل على عقد اللّجنة المشتركة.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية التونسية والجمهورية العربية السورية بمناسبة زيارة الدكتور فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية إلى تونس.
كما اتفق الجانبان على العمل على استئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولاسيّما في المجالات ذات الأولوية، وتعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة، وتعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر، وتأكيد الجانب التونسي موقفه الداعم لعودة سوريا إلى محيطها العربي، واستعادة دورها في جامعة الدول العربية، مشدّدا على أنّ أمن واستقرار سوريا هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها.
واتفقا أيضا على الإعراب عن تضامن تونس الكامل مع سوريا إزاء اعتداءات الكيان الإسرائيلي المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة هضبة الجولان السورية وفرض سيادتها على كامل أراضيها المحتلّة، كما تبادل الجانبان وجهات النظر والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تمّ إدانة ما يتعرّض له الأشقاء الفلسطينيون من اعتداءات مُمنهجة واستباحة للمقدّسات لا سيّما في القدس الشريف، مؤكّديْن موقفهما الثابت في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق في استعادة حقوقه المشروعة غير قابلة للتصرّف وإقامة دولته المستقلّة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد الجانبان على ضرورة تظافر الجهود العربية من أجل مواجهة مقتدرة للتحدّيات المشتركة التي تواجهها المنطقة في ظلّ التحوّلات الإقليمية والدولية الرّاهنة.
ويقوم وزير الخارجية والمغتربين السوري بزيارة عمل إلى تونس خلال الفترة من 17 إلى 19 أبريل 2023، تلبية لدعوة نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، أجرى خلالها محادثات تم خلالها التأكيد على ضرورة المحافظة على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، ودفع الجهود الإقليمية والدولية لتسريع مسار التوصل إلى تسوية سياسية، واستعادة سيادة سوريا الكاملة على كلّ أراضيها.
وعقد وزيرا خارجية تونس وسوريا لقاءً ثنائيا بمقرّ وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، تلته جلسة مباحثات موسّعة بين وفديْ البلدين، تمّ خلالها الترحيب بعودة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي وبتعيين سفير للجمهورية التونسية لدى الجمهورية العربية السورية، وبإعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها.