قبل تسعة أشهر، نشرت دارين طاطور قصيدة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك حول احباطها الناجم عن ارتفاع وتيرة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
بعد أيام، طرقت الشرطة الإسرائيلية باب منزلها فى منتصف الليل واعتقلتها، واتهمتها بالتحريض على العنف على وسائل التواصل الاجتماعى، وطاطور هى واحدة من مئات المواطنين العرب فى إسرائيل والفلسطينيين الذين اعتقلوا فى السنوات الأخيرة بدعوى نشر التحريض.
وأملا فى مزيد من تضييق الخناق على ما تراها بمثابة القوة الدافعة التى تقف وراء موجة الهجمات الفلسطينية المستمرة منذ عشرة أشهر، تعد إسرائيل حاليا قانونا يهدف إلى كبح جماح المحتوى الذى يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها فيس بوك، المنصة التى تقول عنها إسرائيل إنها تلعب دورا مركزيا فى إلهام المهاجمين.
ويقول المنتقدون إن إسرائيل تتمادى، وإن التشريع الجديد سيجعل من السهل انتهاك حرية التعبير، لا سيما بالنسبة لمواطنى عرب إسرائيل، وتعيش طاطور حاليا قيد الإقامة الجبرية فى منزلها بتل أبيب، بعد أن أمضت ثلاثة أشهر فى السجن. كما أنها لا تستطيع الوصول إلى شبكة الانترنت فيما أجبرت على ارتداء راصد إلكترونى فى كاحلها، وتقول طاطور، التى تحمل الجنسية الإسرائيلية، إن قصيدتها لم تكن أبدا دعوة للعنف، بل تعبيرا عن الغضب من ما شاهدته من استخدام إسرائيل المفرط للقوة.
ومع ذلك، فقد وجهت إليها تهمة التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية بسبب سلسلة من التدوينات نشرتها فى أكتوبر الماضى، من ضمنها تدوينة أعربت فيها عن دعمها للانتفاضة الفلسطينية، بحسب للائحة الاتهام.
قبيل اعتقالها، عملت طاطور فى رعاية المسنين لكنها الآن بلا عمل. وتتشارك طاطور التدوينات مع أصدقائها وكذلك مع متابعيها البالغ عددهم أربعة آلاف لكنها ألقت قصائدها فى الأماكن العامة فى ثلاثة مناسبات فقط.