أكدت حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أن شهر التراث وشعاره هذه السنة "تراثنا موروث حضاري.. مورد اقتصادي" يعد محطة رئيسية ضمن الأنشطة الثقافية السنوية التي تنظمها الوزارة ومختلف المؤسسات والجمعيات التي تعنى بالتراث، مشيرة إلى أن يكون الاحتفاء بشهر التراث المناسبة المثلى للتذكير بالأهمية القصوى لهذا القطاع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وتثمينا لما تحتكم عليه بلادنا من ثراء حضاري وتاريخي لا ينبغي له أن يظلّ كنزا مخفيّا.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها الوزيرة، الخميس، في ختام فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لشهر التراث المتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف بالمتحف الأثري بالجم مدينة الحضارة والصيت العالمي وقيمة إنسانية استثنائية.
وشددت الوزيرة على أن تنظيم التظاهرات والندوات والاحتفاليات الخاصة بإرثنا الحضاري والثقافي هو خطوة نحو جلب أنظار العالم إليه وطرح سبل التفكير في تطوير الترويج له وحسن استثماره كأحد أهم القطاعات التي تعرف بتونس لجعلها وجهة مفضّلة في مختلف أرجاء المعمورة وتساهم في اشعاعها دوليا.
وأكدت ضرورة سنّ القوانين والتشريعات لتنظيم قطاع استغلال التراث الثقافي وتعديل الإجراءات المتعلقة باستثماره في اتجاه تدعيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتخفيفها وتذليل الصعوبات المتعلقة بها وتحقيق مردودية أفضل لها وإيجاد الآليات اللازمة لدعم مبادرات الاستثمار وتحفيز المستثمرين الخواص على إنجاز مشاريع تتعلق بالتراث والثقافة على غرار مشاريع الحرف والصناعات التقليدية والمنتجات الثقافية التي هي من أهم أسس المقاربة الاقتصادية في قطاع التراث.
كما اعتبرت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أنّ التطور التكنولوجي وعمليات الرقمنة خاصة في إنتاج البيانات الضخمة وسرعة معالجتها وسهولة نشرها لتحقيق مقاربة جديدة لتثمين التراث وترويجه وجعله صناعة رقمية هو الحل الأمثل لتوظيف التراث بمختلف عناصره ودعم المشاريع الثقافية الرقمية، ولذلك شرعت وزارة الشؤون الثقافية في إحداث المراكز الإبداعية التي تتمتع ببنية تحتيّة رقميّة مؤمّنة وشبكة اتصال متطوّرة ونظام معلوماتي مندمج وتوفّر بيئة عمل جماعية تمكّن من جمع البيانات وتبويبها.
وشهدت احتفالية اختتام شهر التراث تنظيم عدد من الأنشطة حيث اطلعت وزيرة الشؤون الثقافية على عدد من منشورات وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمعهد الوطني للتراث بالشراكة مع مكونات المجتمع المدني المختصة في مجال التاريخ والتراث بالإضافة إلى تنظيم إدارة العمل الثقافي صالون نوادي التراث الذي ضم لوحات فنية تشكيلية ومنتجات خزفية وأخرى من الصناعات التقليدية، مع عرض منتجات من صناعة الحليّ لأبناء المعهد العالي للفنون والحرف بالمهدية.