أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الأربعاء، محادثات موسعة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تناولت الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية.
وركزت المباحثات، طبقا لبيان وزارة الخارجية الأردنية، على قضية اللاجئين في ضوء تراجع الدعم الدولي لهم، وضرورة التحرك لإيجاد البيئة اللازمة لعودتهم الطوعية إلى سوريا.
وبحث الصفدي مع غوتيريش تبعات تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين، وتقليص المنظمات الأممية المعنية بهم برامجها في المملكة، مما سيزيد الأعباء على الأردن الذي يستضيف حوالي مليون و ٣٠٠ ألف لاجئ سوري، ويتخذ كل ما يستطيع من إجراءات لتوفير العيش الكريم لهم.
وأكد الصفدي، الذي كان بحث قضية اللاجئين أول من أمس مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والمبعوث الأممي الخاص لسوريا غير بيدرسون، في جينيف، ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين، حيث لا يمكن أن تتحمل الدول المستضيفة وحدها هذا العبء الذي يشكل تحدياً دولياً.
وشدد الصفدي على أن تلبية احتياجات اللاجئين مسؤولية جماعية للمجتمع الدولي وليست مسؤولية الدول المستضيفة وحدها.
وأوضح أن الأردن تجاوز طاقاته الاستيعابية في استضافة اللاجئين الذين يجب أن تكثف الجهود لتأهيل البنية التحتية في سوريا لتسهيل عودتهم الطوعية إليها، حيث أن عودتهم الطوعية إلى بلدهم في أسرع وقت ممكن يمثل السبيل الوحيد لحل الأزمة بشكل جذري.
وكان بيان عمّان، الذي صدر بعد اجتماع وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والعراق مع وزير الخارجية السوري بداية شهر أيار الجاري، أكد أهمية العمل على إطلاق عملية تجريبية للعودة الطوعية لحوالي ألف لاجئ سوري إلى بلدهم تحت إشراف الأمم المتحدة، للبناء عليها في إيجاد الظروف اللازمة لتسهيل العودة الطوعية للاجئين.
وأكد الصفدي أهمية التعاون القائم بين الأردن والأمم المتحدة في مواجهة عبء اللجوء، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة للاجئين، وثمّن الدور الكبير الذي تقوم به المنظمة الدولية في مساعدة الأردن على ذلك.
وشدد الصفدي على أهمية استمرار منظمات الأمم المتحدة في تقديم خدماتها للاجئين السوريين في الأردن كاملة، لأن الأردن لا يستطع تحمل أعباء أكثر من تلك التي يتحملها منذ سنوات، وسينعكس تقليص الخدمات على حق اللاجئين في تلقي المساعدات التي يحتاجونها ليلبوا متطلباتهم الحياتية.
ويقيم ما لا يزيد عن عشرة في المئة من اللاجئين السورين فقط في مخيمات اللجوء، ويلتحق حوالي ١٥٥ ألف طالب سوري في المدارس الحكومية، وتوفر المملكة خدمات صحية كاملة لهم.
وثمن غوتيريش الدور الإنساني الهام الذي تقوم به المملكة في استضافة اللاجئين، وما تقدمه من خدمات حيوية لهم، وأكد عمق شراكة الأمم المتحدة والأردن في جهود تلبية احتياجات اللاجئين وفي قضايا أخرى عديدة.
إلى ذلك، أطلع الصفدي غوتيريش على تفاصيل الجهد العربي الذي تأسس بعد اجتماعي جدة وعمان للقيام بدور رئيسي في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة يعالج جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، وبما ينسجم مع القرار الأممي ٢٢٥٤.
وأكد الصفدي استحالة استمرار التعايش مع منهجية إدارة الأزمة في مقاربة الأوضاع في سوريا، وضرورة التحرك العملي لحلها.
وتناول الاجتماع أيضاً أهمية الاستمرار في توفير الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا) التي أكد الصفدي وغوتيريش أنه لا يمكن الاستغناء عن دورها الذي يعاني جراء عدم توفر المخصصات اللازمة لها.
وأطلع الصفدي الأمين العام للأمم المتحدة على الجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لإيجاد أفق سياسي حقيقي لتفعيل العملية السلمية والتوصل إلى السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين، وفق المرجعيات المعتمدة، سبيله الوحيد.
وأكد الصفدي وغوتيريش أهمية عملية التشاور والتنسيق المستمرة بين الأردن والأمم المتحدة في سياق الشراكة القوية بينهما وتعاونهما المستمر في جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.