أكدت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، التزام العراق بمُحاربة ومُكافحة الإرهاب، وضرورة توحيد وتضافر جُهُود كل القوى الدوليَّة والإقليميَّة بما يتعلق بتعزيز التعاون الأمنيّ والاستخباري.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن بيان وزارة الخارجية العراقية أن ذلك جاء خلال كلمة الخارجية العراقية التي ألقاها رئيس دائرة أمريكا السفير حيدر البراك في الاجتماع التشاوري حول ضرورة إعادة الإرهابيين وعوائلهم إلى بلدانهم الأصليَّة من مُخيّم الهول في سوريّا، الذي عُقد اليوم الإثنين، برئاسة مُستشار الأمن القوميّ العراقي قاسم الأعرجيّ، وبمُشارَكة البعثات الدبلوماسيَّة والمنظمات الدوليَّة المقيمة في العراق، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
وقال السفير حيدر البراك إنَّ وزارة الخارجيَّة وبالتنسيق مع مُستشاريَّة الأمن القوميّ العراقيتين تحرصان على تعزيز التعاون ولاسيما مع منظمة الأمم المتحدة لتطوير الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمُكافحة الإرهاب، انسجاماً مع التطورات العالميَّة الناشئة المُتعلقة بظروف الحرب على الإرهاب وتنفيذاً لاستراتيجيَّة الأمم المتحدة العالميَّة لمُكافحة الإرهاب.
وأشار الدبلوماسي العراقي إلى الآثار الأمنيَّة والإنسانيَّة لاحتجاز الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعوائلهم في سوريّا، مُؤكَّداً أنَّ مُخيّم الهول والمُخيمات الأخرى تمثل تهديداً مُباشراً للأمن القوميّ العراقيّ، وأنه انطلاقاً من الشعور بالمسؤوليَّة، قامت الجهات العراقيَّة المُختصة بإعادة الآلاف من المقاتلين والعوائل المحتجزين في مُخيّم الهول.
وأضاف السفير حيدر البراك أن السلطات العراقيَّة اتخذت عدداً من الخطوات الميدانيَّة والأمنيَّة من بينها تشكيل فريق وطنيّ مُختص يعمل وفق خطة وطنيَّة شاملة ومتسقة، لغرض تدقيق سجلات الأفراد المراد إعادتهم أمنياً وضمان مساءلة قضائيَّة عادلة لمن ارتكب أعمالا إجراميَّة إرهابيَّة، ولتسهيل عمليَّة إعادة التأهيل والإدماج للنساء والأطفال، بدعم وإسناد من المنظمات والوكالات الأمميَّة المُتخصصة.
وأكَّد الدبلوماسي العراقي أنَّ الدعم الدوليّ لجُمْهُوريَّة العراق ودور منظمات ومكاتب الأمم المتحدة مهم جداً، ويخلق شراكات جوهريَّة لمُكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين، ولهذا الأساس يضع العراق نفسه شريكاً للأمم المتحدة في إطار تنفيذ ومتابعة برنامج الإطار العالميّ، لإعادة التأهيل والإدماج والمساءلة، لافتًا إلى أن العراق أعرب عن دعمه لمبادرة تأسيس مجموعة أصدقاء دعم عمليَّة إعادة الإرهابيين وعوائلهم إلى بلدانهم الأصليَّة وعن استعداده لترؤس المجموعة.
وشدد السفير حيدر البراك على حرص الدبلوماسيَّة العراقيَّة على تأكيَّد مطلبها الرئيسيّ تجاه الدول ذات العلاقة في اجتماعات الأمم المتحدة سواء في مجلس الأمن أو الجمعيَّة العامَّة لإعادة رعاياها من مُخيّم الهول وتحمل مسؤولياتها الإنسانيَّة والقانونيَّة مع ضمان المساءلة القضائيَّة، مُشيرًا إلى نجاح الحكومة العراقيَّة في إضافة نصوص جديدة حول إعادة الرعايا وضمان المساءلة إلى استراتيجيَّة الأمم المتحدة العالميَّة لمُكافحة الإرهاب، في مراجعتها السابعة مضمون قرار الجمعيَّة العامّة المرقم (A / 75/291) الذي تم اعتماده في 30 يونيو 2021، في الفقرتين (47) و(53) حول مواجهة خطر المقاتلين الإرهابيين الأجانب وإعادتهم وعوائلهم إلى بلدانهم الأصليَّة.
وتابع السفير حيدر البراك أن الدبلوماسيَّة العراقيَّة عقدت عددا من المشاورات السياسيَّة الثنائيَّة والجماعيَّة، وتعزيز التعاون كذلك عبر المنظمات الدوليَّة ولاسيما الأمم المتحدة، وفي إطار التحالف الدوليّ لهزيمة تنظيم داعش في سياق تسهيل عمليات الإعادة وحث الدول الأخرى على احترام مسؤولياتها، مجدداً الدعوة إلى الأمم المتحدة لرعاية المؤتمر الذي تدعو إليه الحكومة العراقيَّة على مُستوى وزراء الخارجيَّة لمُناقشة المخاطر المرتبطة بمُخيّم الهول في سوريا، وإغلاقه بشكل نهائيّ، وكذلك حث الدول الدول المعنيَّة والمهتمة إلى المُشارَكة في هذا المؤتمر من أجل ضمان فاعليَّة أكبر للجُهُود الدوليَّة المُشترَكة في مجال تفكيك ومعالجة مصادر التهديد الإرهابيّ، وإنهاء المعاناة الإنسانيَّة المرتبطة باحتجاز الآلاف من النساء والأطفال في شمال شرق سوريّا، وما يمثله هذا الأمر من تحدٍ أمنيّ خطير.
وأكد السفير العراقي أهمّيَّة الحفاظ على العلاقة بين الحاجة الملحة لإعادة رعايا البلدان الثالثة من العراق وسوريّا، وعمليات إعادة التأهيل والمساءلة، فضلاً عن ضرورة التنسيق الفاعل بين الجهات الأمميَّة والدوليَّة العاملة في العراق والناشطة في هذا الملف، مع الجهات العراقيَّة المُختصة في سياق مكافحة الإرهاب مع الاحترام التام للقوانين العراقيَّة ذات الصلة، وبالاتساق مع الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمُكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.