أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أن تونس متمسكة بتعزيز علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية مع الفضاء الأوروبي في إطار ثنائي ومتعدد الأطراف.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس التونسي الخميس مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، على هامش مشاركته في قمة باريس "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" الذي تم خلاله التطرق إلى جملة من آفاق التعاون والشراكة المثمرة بين تونس والاتحاد الأوروبي لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة والنظيفة والاقتصاد والتعليم العالي والتكوين المهني وغيرها من المجالات الواعدة ، وكذلك ملف الهجرة غير الشرعية.
وحول ملف الهجرة غير الشرعية، أكد الرئيس التونسي أن الذي يحصل في تونس وضع غير طبيعي ولا بد من مقاربة جديدة لوضع حد لهذه الظاهرة ، مشيرا إلى وجود شبكات إجرامية تتاجر بالبشر في جنوب البحر الأبيض المتوسط وشماله ولا بد من العمل سويا من أجل تفكيكها.
وشدد على أن تونس لا تقبل بأن تكون منطقة عبور ولا مكانا للتوطين وأفضل الحلول هو القضاء على الأسباب لا الاكتفاء بمعالجة الآثار والنتائج حيث أثبتت التجربة أن المقاربات الأمنية الخالصة لم تؤد إلا إلى مزيد الضحايا من الفقراء والبؤساء الذين تقطعت بهم السبل وصاروا لقمة سائغة لمن يتاجر بهم.
وأكد سعيد أنه لا مجال مستقبلا لعلاقات تبنى على مبدأ الكبير والصغير والقوي والضعيف ، قائلا نحن نتحدث اليوم عن ميثاق عالمي جديد في مجال المال ولكن هل يمكن أن نبني نظاما ماليا جديدا بنفس المقاييس واعتمادا على نفس المبادىء التي تم وضعها إثر الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أنه يجب ان نفكر بطريقة مختلفة تمام عن التفكير الذي كان سائدا منذ سنوات وسنوات ولم يؤدي إلا الى تعميق التفاوت بين الجزء الشمالي من الكرة الأرضية والجنوب الذي لا يزال يعاني بعد أكثر من سبعة عقود من البؤس والفقر والحرمان.
وتساءل سعيد خلال كلمته ..من تسبّب في الانحباس الحراري وانحباس الأمطار من الذي يتحمّل الجوائح التي عرفها العالم وكنّا أيضا من ضحاياها.
وأكد أن القروض التي مُنحت لكثير من الدول لم تذهب الى الشعوب ولم تحقّق أي شيء بل تمّ الاستيلاء عليها وتعلمون من استولى عليها والأموال التي نُهبت وتوجد في المصارف في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية لماذا لا تعود الى شعوبنا؟.
وقال الرئيس التونسي "نحن نريد ان نتشارك معكم في بناء عالم جديد تستفيد منه الإنسانية جمعاء واذا كان العالم اليوم يعيش ازمة فلا يمكن حلها الا بناء على قواعد العدل والانصاف على المستوي الدولي فلنعمل من اجل تحقيق المثل العليا التي نشترك فيها".
وأضاف "نريد عالما جديدا يقوم على النظر الى الإنسانية نظرة واحدة فالإفريقي والآسيوي والأوروبي والأمريكي كلهم من جنس واحد ، فلنتعامل انطلاقا من هذه المثل فليس من الصعب علينا ان نتوصل الى نتائج تحلم بها الإنسانية".