اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اقتداءً بهدى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ورافق توافد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته لمتابعة توافد الحجاج إلى المشعر، وسط تكامل لمنظومة عمل مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج.
وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابية، وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسية لشبكة الطرق، وبمتابعة أمنية من سماء المشعر عبر طيران الأمن، لضمان انتظام مرحلة التصعيد ، في حين سخرت مختلف الجهات الخدمية قدراتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن.
وسمي "يوم التروية" بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى ، حيث كان معدوما في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمى بذلك لأن الله أرى نبيه إبراهيم عليه السلام المناسك في ذلك اليوم ، كما أن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم؟ أم من الله؟ فسمي يوم التروية.
وتبدأ مناسك الحج بيوم التروية بالنسبة للحاج المقرن والمفرد فهما يبقيان على إحرامهما من الميقات، أما الحاج المتمتع فيحرم بالحج والمستحب أن يحرم به صباحا قبل الزوال، ويتوجه الحاج بعد ذلك من مقر إقامته إلى مشعر منى لقضاء هذا اليوم والمبيت بها والمبيت في منى سنة وليس واجب؛ بمعنى أن الحاج لو صعد إلى عرفات مباشرة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه وهو ما تفعله أغلب البعثات لتجنب الزحام.
ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في منى، كما يقوم الحاج بأداء صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء قصرا دون جمع؛ بمعنى أن كل صلاة تصلى منفردة، ثم يقضي ليلته هناك، ويصلي الحاج بعد ذلك صلاة الفجر ويخرج من منى متجها إلى عرفة لقضاء يوم الحج الأكبر.