أزمة الكهرباء تضاعف معاناة اللبنانيين في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة

بينما يشهد لبنان موجة من ارتفاع درجات الحرارة ترتفع عن معدلاتها الموسمية، تضاعفت معاناة اللبنانيين بسبب أزمة الكهرباء المنتشرة في البلاد، حيث تتراوح مدة ساعات التغذية عبر الشبكة الحكومية للكهرباء بين 4 إلى 6 ساعات يوميًا على أقصى تقدير، فيما يلجأ المواطن إلى تأمين ساعات إضافية عبر مولدات كهرباء خاصة أو مد وصلة باشتراك شهري من أحد أصحاب المولدات الخاصة بتكلفة كبيرة. وبلغت درجات الحرارة في لبنان مستويات كبيرة منذ يوم الخميس الماضي، حيث تتأثر البلاد - وفقا لمصلحة الأرصاد اللبنانية - بكتل هوائية حارة متمركزة فوق الخليج العربي على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط؛ مما أدى لارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة خاصة على الجبال وفي المناطق الداخلية، مع نسبة رطوبة مرتفعة في المناطق الساحلية يزيد معها الشعور بالحر. كما حذرت مصلحة الأرصاد اللبنانية من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الشجرية والغابات ومن التعرض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الذروة، كما نصحت بالإكثار من شرب السوائل. ولم يكن حال الأسر اللبنانية قبل نحو 4 سنوات كما هو اليوم، إذ كانت مؤسسة كهرباء لبنان تؤمن ساعات تغذية تتراوح ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميا، فيما يلجأ المواطن للمولدات الخاصة لتغطية الفارق، وخصوصا أن تكلفة تشغيل المولدات آنذاك كانت بسيطة نظرا للدعم الكبير الذي كانت الحكومة تقدمه لأسعار المشتقات البترولية كافة. لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية، تقلّصت قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية على تأمين الكهرباء عبر الشبكة الحكومية وخصوصا مع تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد، وتوقفت مؤسسة كهرباء لبنان عن تأمين الكهرباء باستثناء ساعة أو ساعتين يوميا بشكل غير منتظم على مدار اليوم، وذلك على أقصى تقدير.. وكان يتم تعويض ذلك عبر تشغيل المولدات الكهربائية على مدار اليوم، لكن في صيف عام 2021، بدأ مصرف لبنان المركزي في تقنين الدعم المقدم للمشتقات البترولية بشكل تدريجي. وبعد تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في سبتمبر 2021 إثر فراغ حكومي دام 13 شهرا، عملت الحكومة على زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية اليومية لتصل إلى 4 ساعات، كما تم رفع الدعم نهائيا عن الوقود بشكل ضاعف تكلفة تشغيل المولدات الخاصة لتكون أعلى بكثير من تكلفة الكهرباء الحكومية؛ مما جعل تشغيل المولدات على مدار اليوم أمرا يفوق قدرة الغالبية العظمى من الشعب اللبناني وخصوصا مع ارتفاع أسعار الوقود عالميا بسبب الأزمات الاقليمية. وباتت تكلفة الـ 5 أمبير (تكفي لتشغيل إضاءة متوسطة للمنزل إلى جانب جهاز كهربائي واحد مثل ثلاجة متوسطة أو سخان صغير) لمدة 12 ساعات فقط يوميا تصل إلى 120 دولارا شهريا، علما بأن الحد الأدنى لاستهلاك أسرة متوسطة العدد يناهز الـ 15 أمبير يوميا دون تشغيل أجهزة تكييف أو تدفئة على الكهرباء (لتشغيل ثلاجة وغسالة وسخان وأجهزة التفاز والإنترنت والإنارة الكاملة للمنزل المتوسط). ومنذ مطلع شهر يوليو الجاري، أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية زيادة عدد ساعات التغذية لتصل إلى 6 ساعات يوميا، إلا أن تكلفة المولدات الخاصة لا تزال مرتفعة بشكل يفوق قدرة الغالبية العظمى من المواطنين، حيث تصل حاليا تكلفة الـ 16 ساعة تغذية كهربائية بقدرة 10 أمبير (لتشغيل أجهزة كهربائية بدون تكييف أو بجهاز تكييف واحد منخفض القدرة) إلى حوالي 300 دولار في الشهر الواحد.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;