وجهت الخارجية الأمريكية انتقادات حادة لخطط الحكومة الإسرائيلية لبناء مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية المحتلة، وعمليات هدم المنازل فى مختلف المناطق الفلسطينية على مدار الأسبوع الماضى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربى، فى بيان، إن إسرائيل "تقوّض بشكل ممنهج أفق حل الدولتين" مع الفلسطينيين، مضيفا: "نعارض بشدة نشاط الاستيطان الذى يسبب تآكلا لعملية السلام"، حسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الخميس.
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن كثيرين يرون بيان الخارجية كتحذير لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اليمينية، والتى تعيد التفاوض على حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية التى تقدمها واشنطن لتل أبيب، وتُقدَّر بمليارات الدولارات من أجل زيادتها، كما تتطلع لتحسين علاقاتها مع البيت الأبيض، لاسيما فى أعقاب التوتر بينهما بسبب مواقفهما المتعارضة من الاتفاق النووى الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن حاجيت عفران، رئيسة فريق مراقبة الاستيطان فى حركة "السلام الآن" - وهى منظمة حقوقية يسارية فى إسرائيل- قولها: "إننا نشهد إشارة من الأمريكيين لنتنياهو أنهم لا يعجبهم ما يرونه"، مضيفة: "الحقيقة أن الانتخابات فى الولايات المتحدة يمكن إدراكها فى إسرائيل كفرصة للإفلات من الأمور، لكن هذا ما يقوله الأمريكيون: نحن ما زلنا نراقبكم".
وركز بيان الخارجية الأمريكية على خطط الحكومة الإسرائيلية لبناء 770 وحدة استيطانية فى مستوطنة جيلو بالقدس الشرقية، والتى يعترف المجتمع الدولى بها أرضا فلسطينية محتلة من جانب إسرائيل.
وتُعَد خطط بناء المستوطنات فى جيلو نقطة خلاف بين الحكومة الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية، بحسب "واشنطن بوست"، والتى لفتت إلى أن الإعلان عن مناقصة لتنفيذ مشروع سكنى فى جيلو إبان زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، لإسرائيل عام 2010 تسبب فى نشوب أزمة صغيرة بين الحليفين.
وبينما لم يصدر ردا من مكتب نتنياهو على ذلك البيان فور صدوره، قال مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق فى واشنطن، إنه "بإدانة البناء فى جيلو فإن الإدارة (الأمريكية) تكرر خطئها المبدئى فى عملية السلام. إنها تخلق طلبا لا تستطيع أى حكومة إسرائيلية إجابته ولا أى حكومة فلسطينية تجاهله".
وأضاف أورين- وهو عضو بالكنيست الإسرائيلى عن الائتلاف الحاكم: "لا أحد فى إسرائيل يرى جيلو كمستعمرة، لكن طالما طلبت الإدارة (الأمريكية) تجميدا فى جيلو فلا يمكن لأى قائد فلسطينى أن يطب أى شيء أقل من ذلك"، بحسب "واشنطن بوست".