وقع الرئيس الفلسطينى محمود عباس "إعلان حرية الإعلام فى العالم العربي" خلال اجتماع فى رام الله مع ممثلين رسميين عن الاتحاد الدولى للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين.
وقال الاتحاد، فى بيان أصدره اليوم الأربعاء، إن توقيع الرئيس جاء بعد أن وقع ممثلون عن 500 مؤسسة صحفية فلسطينية، ومنظمات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني، ووزراء فلسطينيون وقادة سياسيون على الإعلان خلال حفل توقيع رسمى نظمته نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتعاون مع الاتحاد الدولى للصحفيين.
ورحب الاتحاد الدولى للصحفيين بالتزام الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الفلسطينى بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدنى لتعزيز الحريات الإعلامية وحقوق الصحفيين.
وكان الرئيس عباس قد تعهد فى شهر أكتوبر الماضى بأن تكون فلسطين هى أولى الدول التى ستوقع على الإعلان عند انتهاء المشاورات حوله.
وتعمل حاليا النقابات أعضاء الاتحاد الدولى للصحفيين فى العالم العربى وخاصة فى العراق، والأردن، وتونس، والمغرب، والسودان، والكويت على تنظيم حملات وطنية لتوقيع الإعلان من قبل المؤسسات الإعلامية، والمنظمات الحقوقية.
كما دعمت مطالبات الاتحاد الدولى للصحفيين لجميع الحكومات العربية لتوقيع الإعلان الذى يسعى لتأسيس مزيد من الحريات الإعلامية فى المنطقة.
والإعلان، الذى يتضمن التزاما واضحا بمبادئ حرية الإعلام، والصحافة المستقلة، والحق فى الحصول على المعلومات، تم تبنى نسخته النهائية خلال مؤتمر نظمه الاتحاد الدولى للصحفيين، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية فى الدار البيضاء فى مايو 2016 بدعم من عدد كبير من المنظمات الدولية منها منظمة اليونيسكو، والحكومة النرويجية، ومنظمة فريدريش ايبيرت، ومنظمة "اتحاد لاتحاد"، ومشروع "ميدان" الممول من الاتحاد الأوروبي.
ويعد الإعلان الخطوة الأولى نحو تأسيس آلية إقليمية خاصة بحرية الإعلام فى الوطن العربى تعمل على صيانة المبادئ التى يتضمنها الإعلان.
وحاز الإعلان على دعم مئات من ممثلى نقابات الصحفيين، المؤسسات الإعلامية العمومية، ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن الحريات الصحفية، ويتضمن الإعلان ستة عشر مبدأ رئيسيا تضمن أعلى المعايير الدولية الضامنة لحرية الإعلام وتحمى الصحفيين وحقوقهم الاجتماعية والمهنية.
ومن المبادئ التى يتضمنها الإعلان، الحق فى حرية التعبير، الحق فى الحصول على المعلومات، سلامة الصحفيين، إصلاح البيئة القانونية للإعلام، التنظيم الذاتى للصحافة، المساواة فى الإعلام، مقاومة التعصب وخطابات الكراهية، استقلالية الإعلام العمومي.
ووقع الرئيس الفلسطينى الإعلان أثناء اجتماع فى رام الله مع ممثلين رسميين للاتحاد ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، وحظى بدعم رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله ورحبت نقابة الصحفيين بالتزامه بالتعاون معها فى موضوع التشريعات الإعلامية.
وقال ناصر أبو بكر: "إننا نتطلع لأن يكون هذا الالتزام الكامل بحرية الإعلام فجرا لمرحلة جديدة من التعاون بين الصحفيين، والحكومة الفلسطينية، ومنظمات حقوق الإنسان لإنجاز عملية إصلاح القوانين الإعلامية فى فلسطين التى انتظرناها طويلا استنادا إلى المعايير الدولية، واستقلالية الصحافة، والمهنية، وضمان حقوق الجميع."
ومن جانبه، قال جيرمى دير، نائب أمين عام الاتحاد الدولى للصحفيين، الذى شارك فى اللقاء: "إننا مبتهجين لكون الرئيس عباس هو أول قائد عربى يوقع على الإعلان ولالتزامه بتعزيز مبادئ حرية الإعلام فى كامل المنطقة العربية. ساهم المئات الذين يمثلون منظمات المجتمع المدنى والصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين فى التأسيس لحالة زخم رائع لدعم حرية الإعلام، والصحافة المستقلة، وحقوق الصحفيين. ونحتاج الآن لنرى تحركا سريعا لبدء وضع مبادئه موضع التنفيذ لتعزيز حرية الصحافة ومهنيتها."
والإعلان هو محصلة عملية مشاورات استمرت لمدة 20 شهرا شارك بها خبراء تقنيون، وممثلين دوليين وإعلاميين، ويناشد جميع الصحفيين ونقاباتهم، ومنظمات حرية الصحافة، ورؤساء التحرير، والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى لتبنيه.
كما طالب الحكومات والمنظمات الإقليمية العربية فى المنطقة بالتوقيع عليه وان تلتزم بمبادئه من خلال تبنى خطوات عملية تعزز استقلالية الصحافة وحرياتها.