طالب أحمد الجربا رئيس تيار الغد السورى من كل الحريصين على إنقاذ سوريا الشعب والوطن، أن يسارعوا إلى تغليب المسار السياسى للخروج بأقل الخسائر الممكنة والبدء بالمرحلة الانتقالية ووضع البلد على عتبة الخلاص الوطنى.
وقال فى مقالة له بعنوان "من جرابلس إلى حلب، طريق الموت السريع"، نشرها على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى "الفيسبوك"، إن الحرب السورية تسير بوتائر متسارعة نحو مستويات جديدة من الصراع بين قوى محلية وكيلة لمموليها الإقليميين والدوليين، فتحرير منبج من داعش من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" وما حدث فى الحسكة من مواجهات بين "وحدات حماية الشعب" وقوات الجيش السورى وحلفائه وما آلت إليه من اتفاق تسليم الحسكة للوحدات وانسحاب قوات الجيش منها، ثم أخيرا التطور الدراماتيكى فى جرابلس بدخول القوات التركية إلى جرابلس وخروج داعش منها بلا قتال وما تركه من إشارات استفهام سواء لجهة صمت الأطراف المعنية بالأزمة تجاه هذا الانسحاب المفاجئ لداعش والدخول السلس لكتائب محسوبة على الجيش الحر من تركيا، كل هذه التحولات تمهد لمرحلة جديدة من الصراع يمكن أن تنفتح على احتمالات كثيرة.
وتوقع الجربا ظهور بعض ملامح نتائج هذه المقدمات كلها فى جبهة حلب، التى لم تتضح معالم استقرارها بعد، فما زال يكتنفها الغموض، حيث لم يصلها الحسم الأخير، فما زالت الجهات المعارضة لم تظهر انسجاما موحدا حول موقف ميدانى إلا فى معركة فك الحصار الأخيرة والتى توقفت فجأة لأسباب لا تستطيع هى نفسها التصريح بها، وفى نفس الوقت ما زال الانسجام والاتحاد يغيب فى جهة محور النظام، فمن جهة لم تظهر القوات الكردية أبدا أى خروج عن النص مع جيش النظام، ولكنها وفى نفس الوقت لم تعط أية مؤشرات حول وجود أى انسجام بينهما، إلا فى معركة مواجهة التقدم الأخير للمعارضة باتجاه معاقلها، ولم يسلم ملف هذه المعارضة بعد لجهة إقليمية واحدة، فما زالت معارك كسر العظم جارية فى الجبهتين وبين الجبهتين، فمن جهة جبهة المعارضة، تزداد الخلافات حدة بين أطرافها ولم يبدل فى هذه الخلافات موضعا تحول جبهة النصرة إلى فتح الشام، فما زال الاتفاق بعيدا بعض الشىء، والحال نفسه فى جبهة النظام فغياب التناغم فيها يظهر تضارب بين مواقف القوى الدولية والإقليمية المؤيدة للنظام".
واعتبر الجربا أن المسار السياسى المتوقف تقريبا منذ جنيف 3، يبدو أنه مقبل على تطورات كبيرة، تترجم موازين القوى الجديدة الناشئة، والصراع العسكرى العنيف بين المجموعات المسلحة على اختلاف مسمياتها وانحيازاتها يبدو أنه يسير إلى مزيد من التصعيد لتحسين مواقعها على طاولة التفاوض المقبلة حتماـ والخاسر الأكبر فى كل هذا التصعيد هو الشعب السورى الذى استنزفت الحرب قواه وإمكاناته البشرية والمادية والروحية أيضا.
وأكد أن المطلوب من كل الحريصين على إنقاذ سوريا الشعب والوطن أن يسارعوا إلى تغليب المسار السياسى للخروج بأقل الخسائر الممكنة والبدء بالمرحلة الانتقالية ووضع البلد على عتبة الخلاص الوطنى.