قالت صحيفة نيويورك تايمز إن علاقات السعودية وإسرائيل التى تشهد تحسنا منذ سنوات، ربما تترجم إلى تحالف وثيق نتيجة لتشاركهم فى عدم الثقة تجاه إيران.
ورأت الصحيفة الأمريكية، فى افتتاحيتها الأحد، أن العلاقات الأفضل بين أولئك الجيران من شأنها أن تساعد فى تهدئة الفوضى التى تعم الشرق الأوسط ووضع المنطقة على مسار أكثر إيجابية. لكن بالنسبة للفلسطيين قد يأتى الأمر بنتائج عسكية على قضيتهم.
وأشارت الافتتاحية إلى زيارة وفد سعودى بزعامة اللواء أنور عشقى، للقدس لإجراء محادثات مع مسئولين إسرائيليين بمن فيهم دور جولد المسئول الرفيع فى الخارجية الإسرائيلية. ورغم لقاءات سابقة سرية جمعت الطرفين منذ 2014، إلا أن اللقاء الأخير جاء علانية.
وعرضت الصحيفة أسباب تقارب السعودية وإسرائيل وعلى رأسها عدائهم المشترك لإيران، وقلقهم المتزايد حيال الإضطرابات فى المنطقة والغضب الذى يجمعهم تجاه الولايات المتحدة بسبب الاتفاق النووى الذى عقدته مع إيران، فضلا عن سياسات أخرى تتعلق بسوريا. وتشير إلى أن بجانب هذه الأسباب، فإن كلا البلدين بينهم تعاون أمنى واستخباراتى سرى.
وتقول الصحيفة إنه بينما هناك حملة مقاطعة دولية تسعى لعزل إسرائيل بسبب تعاملها مع الفلسطينيين، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يصر على توسيع عدد البلدان التى تعترف بدولته وأن يستغل الفرص الاقتصادية المحتملة للتبادل التجارى بين بلده والدول العربية. كما أنه استطاع إصلاح العلاقات مع تركيا وسعى لتقوية الروابط مع دول أفريقية.
وتساءلت افتتاحية نيويورك تايمز عن موقف القضية الفلسطينية فى ظل مشهد التقارب العربى الإسرائيلى، مشيرة إلى أن كلا من المسئولين المصريين والسعوديين، الذين زاروا القدس مؤخرا، سعوا لتعزيز السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فاللواء أنور عشقى تحدث عن إحياء مبادرة السلام العربية التى تعود لعام 2002، التى تنص على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع الفلسطينى.
وترى الصحيفة أنه للأسف، فإن كلا من الإسرائيليين والفلسطييين لا يظهروا اهتمام فى إجراء محادثات سلام جادة. وهناك أسباب للشك فى أن الفلسطينين يشكلون هدفا حقيقا للدول العربية.
وتضيف أن نتنياهو أوضح تفضيله لتحسين العلاقات مع الدول العربية أولا، قائلا إن إسرائيل يمكن فى هذه الحالة أن تكون فى وضع قوى يسمح لها بصنع السلام مع الفلسطينيين لاحقا.
وتخلص نيويورك تايمز بالقول أن تحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب لا يعيق اتفاق سلام مع الفلسطيين. لكن الخطر يكمن فى أن هذه الدول سوف تجد قيمة كبيرة فى إصلاح علاقاتها مع بعضها البعض، ليتوقف الأمر عند هذا الحد، وبالتالى إبقاء المظالم الفلسطينية، التى تشكل مصدرا للتوتر الإقليمى طيلة عقود لتستمر فى التفاقم.